صور

صور
صور عامة

الاثنين، 11 يوليو 2011

بك أستجير ومن يجير سواكا...كاملة

بك أستجير ومن يجير سواكا...كاملة
للشاعر السوداني إبراهيم علي بريول رحمه الله


بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا
 إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
 أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا
 لو أن قلبي  لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا
 يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له كنها ولكنه إدراكا
 أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا
 إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا
 يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا
 يامرسل الأطيار تصدح في الربا *** صدحاتها الهام من فحواكا
 يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا
 ونسيت حبي واعنزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
 ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا
 واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا
 ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاكا 
 يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى
 أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا
 أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا
 مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا
 مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا
 مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا
 فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا
 فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا
يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياكا
علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا
 ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا
 واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناكا
و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟
أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا
لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا
يأيها الانسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ماأولاكا
واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا
 الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا
 أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا
إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا
 ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا
كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا
 والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا
 ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا
 قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
 قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
 قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
 بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
 وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
 وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
 وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟
 وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
 وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
 قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
 وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده ..فاسأله : من أرباكا؟
 وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟
 وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
 وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
 وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
 وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
 وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
 هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا
 والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
 يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟
 حاذر إذا تغزو الفضاء فربما *** ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟
 اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً *** أو مستغلا باغيا سفاكا
 إياك ان ترقى بالاستعمار في *** حرم السموات العلا إياكا
إن السموات العلا حرم طهور *** يحرق المستعمر الأفاكا
 اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح *** إن في تعوبقهن هلاكا
 إن الكواكب سوف يفسد أمرها *** وتسيء عقباها إلى عقباكا
 ولسوف تعلم أن في هذا قيام *** الساعة الكبرى هنا وهناكا
أنا لا أثبط من جهود العلم أو *** أنا في طريقك أغرس الأشواكا
 لكنني لك ناصح فالعلم إن *** أخطأت في تسخيره أفناكا
 سخر نشاط العلم في حقل الرخاء *** يصغ من الذهب النضار ثراكا
سخره يملأ بالسلام وبالتعاون *** عالماً متناحراً سفاكا
وادفع به شر الحياة وسوءها *** وامسح بنعمى نوره بؤساكا
 العلم إحياء وإنشاء وليس *** العلم تدميراً ولا إهلاكا
فإذا أردت العلم منحرفاً فما *** أشقى الحياة به وما اشقاكا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق