هل نبحث الموهوبين؟؟ ام نقتلهم؟؟
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
يوجد في فلسطين ومصر والاردن وكل الدول العربية الآلاف من الشباب والبنات المبدعين والموهوبين الذين يبحثون عن فرصة للظهور وللتبني ومؤخرا قرأنا قصة المتسول الذي تحول الى مذيع هزلي في بريطانيا بعد لقاء تلفزيوني معه بالصدفة واصبح من اشهر مذيعي بريطانيا وكثير من المشاهير في العالم تحولوا الى مشاهير في صدفة لانهم وجدوا من يتبناهم ويستثمر موهبتهم اما نحن فنادرا ما نجد ذلم الا عبر بعض البرامج التي انتشرت والتي لا تفيد التنمية ولا التطوير ولا الدين ولا المجتمعات العربية وترتكز في جوانب فنية لها قيمة بدون شك لكن هناك جوانب اولى بالاهتمام
ما معنى الموهبة؟؟؟؟
الموهبة في الحقيقة عطية يهبها الله تعالى من يشاء من عباده وهي استعداد فطري لدى الفرد يظهر في صورة أداء متميز في مجال أو أكثر من مجالات النشاط الإنساني لا يستفاد منها ولا ينتفع بها تمام الانتفاع إلا إذا توفرت البيئة الصالحة لاكتشافها ورعايتها وتنميتها.
والمتأمل في بلادنا العربية وأوطاننا يوقن أننا لسنا فقط لا نبحث عن المواهب والنابغين والأذكياء لا بل عندنا قدرة فائقة على قتل هذه المواهب وهدم الكفاءات والتفريط فيها وأكبر دليل على ذلك أن مواهبنا العربية والإسلامية كلها أو أغلبها إنما ظهرت في بلاد الغرب حيث وجدوا البيئة الخصبة والجهات الراعية وجاء في بعض الإحصائيات أن أمريكا وحدها تستقبل كل عام حوالي أربع ألاف موهبة من عالمنا الإسلامي وحده ولك أن تتخيل لو أن هذه المواهب عملت في بلادنا كيف سيكون أثرها؟!
القرآن الكريم واكتشاف المواهب:
لقد تحدث القرآن عن اكتشاف المواهب والبحث عن النوابغ في مواطن كثيرة سأذكر منها قصتين اثنتين:
الأولى: قصة موسى وأخيه هارون فمن المشهور أن موسى كان يعاني مشكلة في البيان ولعله بسبب قصة الجمرة المشهورة عند صغره وكان هارون أخوه فصيحا بليغا واكتشف موسى هذه الموهبة في أخيه ولاحظها فيه فلما اختاره الله لرسالته أراد أن يسخر هذه الموهبة لخدمة الدين ويكون أخوه عونا له فيما كلفه الله به فقال: "وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون"(القصص:34)
إن الكلام مهارة والبيان كذلك مهارة وموهبة وقد تبقى هذه المهارة مدفونة لا تؤدي دورا ولا تقطف ثمرة حتى يأتي نابه نابغ وقائد متفرس ومتفحص فيكتشفها ويلتقطها ثم يضعها في مكانها المناسب لتنفع وتثمر.
وأما القصة الثانية: فهي قصة يوسف وملك مصر لقد رأى الملك الرؤيا وعبرها يوسف له فأعجب بحسن تعبيره وواقعية تأويله فاستدعاه فلما رآه الملك وكلمه وجد فيه القوة والأمانة وعلم أن وراء الكلام عقلا نابغا وفهما ثاقبا وموهبة خارقة "وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"(يوسف:5،55).. فجعله على خزائن الأرض فكانت هذه الفراسة واستغلال الموهبة سببا في إنقاذ مصر من مجاعة محققة.
إن القرآن يشير في هذين المثلين إلى وجود مواهب وقدرات مدفونة وأنها إذا اكتشفت ووجدت فرصة العمل نفع الله بها الدين كما في قصة هارون أو الدنيا والدين كما في قصة يوسف عليه السلام فهو حث على البحث عن هذه المواهب وعن هؤلاء النابغين ودعوة لتفعيل دورها والانتفاع بها.
اكتشاف المواهب في السنة:
أما السيرة النبوية ففيها دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب أصحابه ويتفرس مهاراتهم ويصنف قدراتهم ومواهبهم كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"( رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
اهمية اكتشاف الموهبة
يتعين علينا البحث عن الموهوبين واكتشاف المواهب لتوظيف تلك القدرات والمهارات في خدمة القضايا العربية وخدمة الدعوة الاسلامية ونصرة الدين ونفع الناس والأمة وإلا فما قيمة الموهبة إذا لم تستغل وما فائدة العبقرية إذا لم ينتفع بها؟
فلقد جعل النبي خالد بن الوليد رضي الله عنه قائدا للجيوش ومعاذ ابن جبل معلما للفقه وعبدالله ابن مسعود وأبي بن كعب من أكبر القراء وبلال بن رباح مؤذنا ومصعب بن عمير داعيا وهكذا كل إنسان في مكانه اللائق به فنفع الله بهم جميعا.
الهدف :
عندنا في الوطن العربي مواهب بشرية رائعة هي عبارة عن ذهب حقيقي وجواهر ولألئ وكنوز لكنها مدفونة تنتظر من يبحث عنها ليمسح عنها الغبار ويستخرجها من مكامنها ويقدمها للجمهور عندنا مواهب في جميع المجالات ومبدعين وعلماء يحتاجون فقط من يوجههم فكيف لو وجد من يهتم ويراقب ويرعى؟!
إن عدم اكتشاف الموهبة مبكرا هو قتل مبدئي لها وأن إهمال هذه المواهب بعد اكتشافها هو حكم عليها بالقتل مع سبق الاصرار في مهدها
وإن الدولة التي تريد أن يكون لها مقام بين الدول أو أن يكون لها أثر في العالم ينبغي لها أن تبث عيونها (في المدارس والجامعات والمعاهد والنوادي والمصانع وكل مكان فيه تجمع) لاكتشاف هذه المواهب في بداياتها ثم رعايتها بترتيب ونظام وفكر استراتيجي ممنهج وبخطط واضحة ومدروسة لصقل هذه المواهب ورعايتها وإعدادها لخدمة الدين والوطن والشعب بدلا من ان ينتحر الموهوبين او يفقدوا عقولهم او يهاجروا ولا ننسى ان الفرق بين الابداع والجنون هو شعرة واحدة.
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
يوجد في فلسطين ومصر والاردن وكل الدول العربية الآلاف من الشباب والبنات المبدعين والموهوبين الذين يبحثون عن فرصة للظهور وللتبني ومؤخرا قرأنا قصة المتسول الذي تحول الى مذيع هزلي في بريطانيا بعد لقاء تلفزيوني معه بالصدفة واصبح من اشهر مذيعي بريطانيا وكثير من المشاهير في العالم تحولوا الى مشاهير في صدفة لانهم وجدوا من يتبناهم ويستثمر موهبتهم اما نحن فنادرا ما نجد ذلم الا عبر بعض البرامج التي انتشرت والتي لا تفيد التنمية ولا التطوير ولا الدين ولا المجتمعات العربية وترتكز في جوانب فنية لها قيمة بدون شك لكن هناك جوانب اولى بالاهتمام
ما معنى الموهبة؟؟؟؟
الموهبة في الحقيقة عطية يهبها الله تعالى من يشاء من عباده وهي استعداد فطري لدى الفرد يظهر في صورة أداء متميز في مجال أو أكثر من مجالات النشاط الإنساني لا يستفاد منها ولا ينتفع بها تمام الانتفاع إلا إذا توفرت البيئة الصالحة لاكتشافها ورعايتها وتنميتها.
والمتأمل في بلادنا العربية وأوطاننا يوقن أننا لسنا فقط لا نبحث عن المواهب والنابغين والأذكياء لا بل عندنا قدرة فائقة على قتل هذه المواهب وهدم الكفاءات والتفريط فيها وأكبر دليل على ذلك أن مواهبنا العربية والإسلامية كلها أو أغلبها إنما ظهرت في بلاد الغرب حيث وجدوا البيئة الخصبة والجهات الراعية وجاء في بعض الإحصائيات أن أمريكا وحدها تستقبل كل عام حوالي أربع ألاف موهبة من عالمنا الإسلامي وحده ولك أن تتخيل لو أن هذه المواهب عملت في بلادنا كيف سيكون أثرها؟!
القرآن الكريم واكتشاف المواهب:
لقد تحدث القرآن عن اكتشاف المواهب والبحث عن النوابغ في مواطن كثيرة سأذكر منها قصتين اثنتين:
الأولى: قصة موسى وأخيه هارون فمن المشهور أن موسى كان يعاني مشكلة في البيان ولعله بسبب قصة الجمرة المشهورة عند صغره وكان هارون أخوه فصيحا بليغا واكتشف موسى هذه الموهبة في أخيه ولاحظها فيه فلما اختاره الله لرسالته أراد أن يسخر هذه الموهبة لخدمة الدين ويكون أخوه عونا له فيما كلفه الله به فقال: "وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون"(القصص:34)
إن الكلام مهارة والبيان كذلك مهارة وموهبة وقد تبقى هذه المهارة مدفونة لا تؤدي دورا ولا تقطف ثمرة حتى يأتي نابه نابغ وقائد متفرس ومتفحص فيكتشفها ويلتقطها ثم يضعها في مكانها المناسب لتنفع وتثمر.
وأما القصة الثانية: فهي قصة يوسف وملك مصر لقد رأى الملك الرؤيا وعبرها يوسف له فأعجب بحسن تعبيره وواقعية تأويله فاستدعاه فلما رآه الملك وكلمه وجد فيه القوة والأمانة وعلم أن وراء الكلام عقلا نابغا وفهما ثاقبا وموهبة خارقة "وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"(يوسف:5،55).. فجعله على خزائن الأرض فكانت هذه الفراسة واستغلال الموهبة سببا في إنقاذ مصر من مجاعة محققة.
إن القرآن يشير في هذين المثلين إلى وجود مواهب وقدرات مدفونة وأنها إذا اكتشفت ووجدت فرصة العمل نفع الله بها الدين كما في قصة هارون أو الدنيا والدين كما في قصة يوسف عليه السلام فهو حث على البحث عن هذه المواهب وعن هؤلاء النابغين ودعوة لتفعيل دورها والانتفاع بها.
اكتشاف المواهب في السنة:
أما السيرة النبوية ففيها دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراقب أصحابه ويتفرس مهاراتهم ويصنف قدراتهم ومواهبهم كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"( رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
اهمية اكتشاف الموهبة
يتعين علينا البحث عن الموهوبين واكتشاف المواهب لتوظيف تلك القدرات والمهارات في خدمة القضايا العربية وخدمة الدعوة الاسلامية ونصرة الدين ونفع الناس والأمة وإلا فما قيمة الموهبة إذا لم تستغل وما فائدة العبقرية إذا لم ينتفع بها؟
فلقد جعل النبي خالد بن الوليد رضي الله عنه قائدا للجيوش ومعاذ ابن جبل معلما للفقه وعبدالله ابن مسعود وأبي بن كعب من أكبر القراء وبلال بن رباح مؤذنا ومصعب بن عمير داعيا وهكذا كل إنسان في مكانه اللائق به فنفع الله بهم جميعا.
الهدف :
عندنا في الوطن العربي مواهب بشرية رائعة هي عبارة عن ذهب حقيقي وجواهر ولألئ وكنوز لكنها مدفونة تنتظر من يبحث عنها ليمسح عنها الغبار ويستخرجها من مكامنها ويقدمها للجمهور عندنا مواهب في جميع المجالات ومبدعين وعلماء يحتاجون فقط من يوجههم فكيف لو وجد من يهتم ويراقب ويرعى؟!
إن عدم اكتشاف الموهبة مبكرا هو قتل مبدئي لها وأن إهمال هذه المواهب بعد اكتشافها هو حكم عليها بالقتل مع سبق الاصرار في مهدها
وإن الدولة التي تريد أن يكون لها مقام بين الدول أو أن يكون لها أثر في العالم ينبغي لها أن تبث عيونها (في المدارس والجامعات والمعاهد والنوادي والمصانع وكل مكان فيه تجمع) لاكتشاف هذه المواهب في بداياتها ثم رعايتها بترتيب ونظام وفكر استراتيجي ممنهج وبخطط واضحة ومدروسة لصقل هذه المواهب ورعايتها وإعدادها لخدمة الدين والوطن والشعب بدلا من ان ينتحر الموهوبين او يفقدوا عقولهم او يهاجروا ولا ننسى ان الفرق بين الابداع والجنون هو شعرة واحدة.