المعلم بين الماضي والحاضر
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
قبل ايام ذهبت الى المدرسة لمتابعة ابنائي في الصفوف الابتدائية
والحمدلله ابنائي متفوقين ورغم ذلك لا اتوقف عن زيارة المدرسة اسبوعيا او على
الاقل مرتين بالشهر وكل مرة يشكرني المدرسين والمدير على متابعتي وزيارتي واطلب
انا شخصيا من المعلم عدم رحمة ابنائي لو اخطأوا وابلاغي باي تجاوزات لهم ولكن خلال آخر زيارة فوجئت بوجود جيب للشرطة
وجمهور وناس خارج المدرسة مستعدة للعراك وازعاج وسألت عن السبب فقيل لي ان ولي امر
احد الطلاب حضر الى المدرسة وهاجم صف ابنه وضرب المعلم امام الطلاب وهاجم معلم
ثاني يقوم بتدريس ابنه في الصف الرابع الابتدائي
وتوجه الى غرفة المدير ليضرب المدير فاضطر المدير للاتصال بالشرطة واغلق
على نفسه الباب لانه رجل كبير لا يستطيع العراك مع( ثور بشري هائج ) وحضرت الشرطة
قبل وصولي بلحظات واعتقلوا ولي الامر الهائج واقتادوه الى المركز والغريب في
الموضوع ان سيادة الطالب الموقر الفاشل علميا وتربويا اشتكى الى والده من تعنيف
المعلم له فقط مما جرح احساس الطالب مرهف الحس
وانا استغرب كيف يكون الطالب فاشلا وراسبا وبنفس الوقت عنده احساس مرهف الى
هذا الحد واتسائل اذا كان تم تعنيف الطالب وادى ذلك الى هذا الهجوم فكيف لو تم
ضربه بعصا على يديه للتأديب؟؟؟؟ وفوجئت بسيل من الشكاوي من الممعلمين على قصص حصلت
لهم وان هذه ليست اول قصة ولا آخر قصة تحصل وانا اتكلم هنا عن مدرسة في المستوى
الابتدائي ولن اتكلم عن بلاوي الاعدادي ومصائب الثانوي واقول كان الله في عون
المدرسين في كل المراحل وقررت ان اكتب هذا
المقال بناء على تلك الزيارة
المعلم في الماضي
كانت النظرة السائدة للمعلم انه شخص ذو مكانة اجتماعية واحترام شديد و لا يجرؤ أحد على التطاول عليه سواء كان طالب أو ولي أمر---الخ وتكفلت له وزارة التربية والتعليم بحقوقه كاملةً فكان قلبه متعلق بطلابه منشغل بمدرسته مخلصا في عمله جدا فهو أب لأولئك الطلاب مخلص لذلك الكيان.وترك المعلمين بصماتهم الواضحة في المجتمع العربي والمجتمع الفلسطيني فكانت راسخة في أذهان أبنائهم فكانوا مربين بكل ما تعنيه الكلمة وكانت المخرجات رائعة وتخرجت اجيال نفتخر بها ونعتز بها وبعضهم لازال الى اليوم يفتخر بأمجاد التعليم في الماضي وكنا نحن كطلاب نتجنب الالتقاء مع مدرسينا في أي مكان عام لان لهم هيبة ورهبة واذكر ان عدد الصف كان كبيرا اكبر مما هو اليوم وكان اكثر من 90% من الطلاب ناجحين وكانت نسبة المتفوقين اكثر من 50% ورغم ذلك كنا نحترم الاساتذة ونخجل لو قابلناهم بالشارع ولازلنا الى اليوم نحترمهم ونقدرهم ولازالوا يتذكروننا وكلما قابلنا احدهم ممن لازال يعمل في التدريس يقول لنا الله يرحم ايامكم كتعبير ضمني عن قلة ادب وعدم تربية نسبة كبيرة من ابناء الجيل الحالي
المعلم في الماضي
كانت النظرة السائدة للمعلم انه شخص ذو مكانة اجتماعية واحترام شديد و لا يجرؤ أحد على التطاول عليه سواء كان طالب أو ولي أمر---الخ وتكفلت له وزارة التربية والتعليم بحقوقه كاملةً فكان قلبه متعلق بطلابه منشغل بمدرسته مخلصا في عمله جدا فهو أب لأولئك الطلاب مخلص لذلك الكيان.وترك المعلمين بصماتهم الواضحة في المجتمع العربي والمجتمع الفلسطيني فكانت راسخة في أذهان أبنائهم فكانوا مربين بكل ما تعنيه الكلمة وكانت المخرجات رائعة وتخرجت اجيال نفتخر بها ونعتز بها وبعضهم لازال الى اليوم يفتخر بأمجاد التعليم في الماضي وكنا نحن كطلاب نتجنب الالتقاء مع مدرسينا في أي مكان عام لان لهم هيبة ورهبة واذكر ان عدد الصف كان كبيرا اكبر مما هو اليوم وكان اكثر من 90% من الطلاب ناجحين وكانت نسبة المتفوقين اكثر من 50% ورغم ذلك كنا نحترم الاساتذة ونخجل لو قابلناهم بالشارع ولازلنا الى اليوم نحترمهم ونقدرهم ولازالوا يتذكروننا وكلما قابلنا احدهم ممن لازال يعمل في التدريس يقول لنا الله يرحم ايامكم كتعبير ضمني عن قلة ادب وعدم تربية نسبة كبيرة من ابناء الجيل الحالي
المعلّم في الوقت الراهن
حاليا للاسف نرى المعلم شخص مجرد من كافة الصلاحيات يتم إقحامه بين ثلاثين اوأربعين أو خمسين طالباً أو يزيدون فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب في ظل انعدام الهيبة والصلاحيات وسياسة منع الضرب وبين شرح الدروس وفي ظل غياب التربية البيتية عند الكثيرين وتطور وانفتاح بعض الطلاب والطالبات بشكل وقح جدا ورفض الاهالي لاي تقويم لسلوك ابنائهم وعدم زيارة اولياء الامور لمتابعة ابنائهم بل ان بعض اولياء الامور لا يعرف ابنه في أي صف ولا في أي مدرسة وبنفس الوقت تجد ابنه عنده لاب توب وموبايل بأحدث التقنيات ويلبس افضل لبس ويأكل افضل اكل لكنه مثل حبات الحصى عدد فقط بلا قيمة ولا فائدة بل ان الحصى افضل منه لانه يتم الاستفادة من الحصى في البناء اما هذه الاشكال فلا فائدة منها سوى التخريب والهدم ونشر الفساد
حاليا للاسف نرى المعلم شخص مجرد من كافة الصلاحيات يتم إقحامه بين ثلاثين اوأربعين أو خمسين طالباً أو يزيدون فبات حائراً بين تنظيم وإدارة هذا الكم الهائل من الطلاب في ظل انعدام الهيبة والصلاحيات وسياسة منع الضرب وبين شرح الدروس وفي ظل غياب التربية البيتية عند الكثيرين وتطور وانفتاح بعض الطلاب والطالبات بشكل وقح جدا ورفض الاهالي لاي تقويم لسلوك ابنائهم وعدم زيارة اولياء الامور لمتابعة ابنائهم بل ان بعض اولياء الامور لا يعرف ابنه في أي صف ولا في أي مدرسة وبنفس الوقت تجد ابنه عنده لاب توب وموبايل بأحدث التقنيات ويلبس افضل لبس ويأكل افضل اكل لكنه مثل حبات الحصى عدد فقط بلا قيمة ولا فائدة بل ان الحصى افضل منه لانه يتم الاستفادة من الحصى في البناء اما هذه الاشكال فلا فائدة منها سوى التخريب والهدم ونشر الفساد
لقد أصبح المعلم اليوم أشبه ما يكون بآلة يطلب منها النتائج والمخرجات
رغم غياب كثير من المقومات واقل كلمة يقولها ولي الامر للمعلم ساشتكيك للإدارة
العامة ولو تقدم بشكوى يتم انصاف الاهالي على حساب المعلم حرصا على الاحساس المرهف
للطلاب الفشلة والاهالي المستهترين
فماذا سينتج المعلم؟ وكيف
سيكون عطائه؟؟
السؤال المهم الآن
هل يمكن أن نعيد للمعلم مكانته؟ ونحفظ له كرامته؟ ونغرس في طلابنا محبته؟.
قال الله تعالى : "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء"
وقال صلى الله عليه وسلم : " ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"
يعتقد بعض المعلمين أن التعامل مع الطلاب برفق وشفقة ورحمة و إحسان و أن النزول إلى مستواهم ضعف في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة و العبوس و التعسف و الجور وذلك بجعل الفصل ثكنة عسكرية ولكن على المعلم ان يدمج بين الاسلوبين بعد ان تسمح له الادارة بالشدة احيانا وترفض شكاوي الاهالي فالمعلم لا يمكن ان يكون معلم الا اذا كان محل ثقة وناجحا ومتميزا فكيف لا يتم انصافه.
للاسف يزداد الأمر سوءاً عندما يتم انصاف الاهالي على حساب المعلم فتجد المعلمين نظراتهم تشاؤمية ومصابين بالاحباط.
وقد يترك المعلم الحبل على غاربه ويترك ادارة الصف لأكثر الطلاب قوة وقلة ادب فرارا من المسئولية الملقاة على عاتقه متحججا بذرائع هشة و أوهام خاطئة سببها سوء ادارة الادراة العامة وسوء التخطيط
السؤال المهم الآن
هل يمكن أن نعيد للمعلم مكانته؟ ونحفظ له كرامته؟ ونغرس في طلابنا محبته؟.
قال الله تعالى : "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء"
وقال صلى الله عليه وسلم : " ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"
يعتقد بعض المعلمين أن التعامل مع الطلاب برفق وشفقة ورحمة و إحسان و أن النزول إلى مستواهم ضعف في الشخصية. ويرى البعض أن قوة الشخصية ترتبط بالشدة المفرطة و العبوس و التعسف و الجور وذلك بجعل الفصل ثكنة عسكرية ولكن على المعلم ان يدمج بين الاسلوبين بعد ان تسمح له الادارة بالشدة احيانا وترفض شكاوي الاهالي فالمعلم لا يمكن ان يكون معلم الا اذا كان محل ثقة وناجحا ومتميزا فكيف لا يتم انصافه.
للاسف يزداد الأمر سوءاً عندما يتم انصاف الاهالي على حساب المعلم فتجد المعلمين نظراتهم تشاؤمية ومصابين بالاحباط.
وقد يترك المعلم الحبل على غاربه ويترك ادارة الصف لأكثر الطلاب قوة وقلة ادب فرارا من المسئولية الملقاة على عاتقه متحججا بذرائع هشة و أوهام خاطئة سببها سوء ادارة الادراة العامة وسوء التخطيط
قلنا ان المعلم لابد أن يكون مؤهلاً تأهيلاً نفسياً و علمياً وتربوياً ومن أهم هذه المؤهلات "القدوة الحسنة" فعلى المعلم أن يتحلى بالصبر و الحلم و الحكمة و الشفقة و الرحمة و التواضع و أن يكون على دراية بأحوال الطلاب وخصائص المرحلة التي هم فيها ومتغيرات الزمان و فلسفة التربية. و أن يبتعد عن المثالية فطالب اليوم ليس كطالب الأمس. وقدرة المعلم العلمية وفنه في إيصال المعلومة من المؤهلات الضرورية التي تساهم بشكل كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم للمعلم وتفاعلهم معه
ولكي يكسب المعلم الطلاب عليه الالتزام بهذه الخطوات العشر
1 - كن سمحاً ليناً سهلاً و أكثر من السلام عليهم تمتلك قلوبهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أدلكم على شي إذا فعلتموه تحاببتم أفشو السلام بينكم".
2 - ابتعد عن العبوس وتقطيب الجبين، واترك الشدة المفرطة فإنها لا تأتي بخير ، و لا تكثر الزجر و التأنيب و التهديد و الوعيد. (رفق من غير ضعف وحزم من غير تعسف.
لا تسخر منهم أو تحتقرهم و جرب النصيحة الفردية معهم.3
أكثر من الثواب و الثناء عليهم و استمر في تشجيعهم وتحفيزهم.4
اعدل بين طلابك ولا تحابي أحدهم على الآخرين.5
6 -اعفو عن المسيء و أعطه الفرصة لإصلاح خطئه ثم عالج الخطأ برحمة وحكمة
7 - لا تضع نفسك مواضع التهكم و لا تستخدم طلابك في أمورك الشخصية
8 - أدخل الدعابة و الفكاهة عليهم فهذا مما يحببهم في درسك ولكن لا تبالغ في ذلك بل يجب ان يكون المزاح تحت السيطرة
9 - ساهم في حل مشكلاتهم وأسال عنهم وتفقد أحوالهم و أشعرهم بأنك كالأب لهم أو الأخ الأكبر تغار على مصلحتهم ويهمك أمرهم .
10 ابذل كل جهدك في إفهامهم المادة و اصبر على الضعيف منهم و راعي الفروق الفردية بينهم واجعل طرق تدريسك متنوعة ، وسهل الأمر عليهم و لا ترهقهم بكثرة الواجبات المنزلية
مجمل القول :
تذكر أمانة المهنة وجسامة الدور و أهمية التربية واحتساب الأجر و الثواب و أخلص النية فأنت الأمل بعد الله في إصلاح الجيل ولا تجعل من المعوقات و المحبطات و الحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم العمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو المعلم و المربي و القائد فقد كان يحسن إلى البر و الفاجر و المسلم و الكافر.
قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " سورة آل عمران: ١٥٩
ويقول خير الأنام الرحمة المهداة : " إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم
كلمات الى ادارات التعليم
يجب عقد دورات تدريبية تربوية باستمرار للمعلمين ولكن يجب تأمين حماية
للمدرس فكثير من الطلاب لايلتزم الا في ظل
الخوف فلا مانع من اعادة العقاب المدرسي للطلاب الذين يعجز الادب عن تربيتهم فقد
لا ينفع الاسلوب التربوي مع البعض ولن ينفع الا الضرب لبعض الناس على ان يكون
الضرب بحدود وتحت اشراف المرشد الاجتماعي بالمدرسة ويكون مرعبا ومخيفا اكثر منه
مؤلما فبعض النفوس البشرية لا يصلح معها الا العنف وينصلح حالها بالخوف ويجب على
الادارات التعليمية عدم فتح الباب على مصراعية لشكاوى الاهالي وان يتم قبول الشكاوى الجدية المهمة التي تشكل
تجاوزا حقيقيا لمعايير الرحمة والانسانية اما ان يقال جرحت شعور طالب فاشل؟؟ فهذا
كلام لا يقبله العقل ولا المنطق
ختاما اقترح ان يتم تطبيق
الاساليب التدريبية في المدارس بأن
يتم تخفيف عدد الطلاب من الفصول وان يكون في الصف اكثر من معلم وبينهم
تنسيق واتفاق على التدريس والمتابعة والملاحظة وتقويم السلوك والعمل على شكل فرق
ومجموعات عمل وان تتوفر الامكانيات للطلاب وبدل ان يكون الصف فيه معلم واحد وهناك
آلاف الخريجي العاطلين يمكن توظيفهم واستغلال طاقاتهم لخدمة وتطوير الاجيال
القادمة وقد يكون عدد الاساتذة الكبير رادعا لبعض الاهالي الذين يفكرون بالتطاول
فالمدرسة التي زرتها عدد المدرسين فيها لا يتجاوز العشرين ومعظمهم كبار السن ولولا
اتصال المدير بالشرطة لتم ضربهم كلهم على يد ثور بشري هائج لا يتجاوز الخامسة
والعشرين من العمر
قد لا يتفق معي كثيرين في مقالي وقد تختلف وجهات النظر حول هذا
الموضوع لكنني اطرح وجهة نظري واتمنى ان ينصلح حالنا وحال مدارسنا الى الافضل وان
يعود الاحترام والتقدير الى المعلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق