صور

صور
صور عامة

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

اثر وسائل الإعلام على تربية ابنائنا المدرب احمد لطفي شاهين

               
أثر وسائل الإعلام على تربية أبنائنا
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة

يعتبر الإعلام بكل اشكاله و خصوصاً في أيامنا هذه من أخطر المؤسسات تأثيراً على المجتمعات و الشعوب و من ثم فهو من الجهات التي من المفترض أن تهتم بها الحكومات والشعوب والمؤسسات  أهمية قصوى نظراً لتعدد و سائله من صحافة و إذاعة و تلفزيون ومطبوعات وانترنت وجوالات حديثة و نظراً لسهولة و صول هذه الوسائل إلى قطاعات عريضة جداً من المجتمعات المختلفة حيث تفعل فعلها في عقول الناس و نفوسهم و من ثم تؤثر في اتجاهاتهم و من ثم في مواقفهم التي يتخذونها حيال كثير من القضايا سواء في ذلك الصغيرو الكبير والغني و الفقير والمتعلم و الجاهل .

أننا نعيش اليوم مرحلة الدولة الإعلامية الواحدة او العالم الإعلامي الواحد فلا حدود ولا ضواط للعمل الاعلامي ولا حصار للعقول ابدا فمن خلال الانترنت تستطيع ان تذهب الى اي مكان بالعالم وانت في بيتك.. هذه الثورة الاعلامية  التي ألغت الحدود و أزالت السدود واختزلت المسافات
و الأزمان و اختصرت التاريخ و تكاد تلغي الجغرافيا و لم يقتصر الأمر على اختراق الحدود السياسية و السدود الأمنية و إنما بدأ يتجاوزه إلى إلغاء الحدود الثقافية و التدخل في الخصائص النفسية فيعيد بناءها و فق الخطط المرسومة لصاحب الخطاب الأكثر تأثيراً و البيان الأكثر سحراً و التحكم الأكثر تقنية .
لقد مكنت وسائل الإعلام الضخمة الإعلام من احتلال مكانة خاصة في قلوب الناس حتى ليصعب عليهم تصور الحياة و قد خلت من وسائل الإعلام فهي تنقل إلى الإنسان تفاصيل الأحداث و الوقائع و شتى الأفكار و الاتجاهات والآراء دون أن تحول بينه و بين عوامل الزمان و المكان أو اختلاف اللغات و اللهجات أو حتى مستويات استيعاب الحقائق أو الإفادة منها أو التأثر بها .
إن الإعلام يلعب دوراً مهماً في حياة الأمم و الشعوب و لا تكاد تخلو أمة من أمم الأرض أو شعب من شعوبها من تأثيره سلباً أو إيجاباً و إن اختلفت سبل و طرق هذا التأثير و يظل الإعلام المعاصر بتقنياته المتطورة ووسائله المختلفة رمزاً من رموز التحضر و معلماً من معالم التقدم بين الأمم فمن خلال الأعلام تستطيع الأمة .... أية أمه أن تتفاخر بمبادئها و قيمها
و منجزاتها و عن طريق الأعلام تفتح الأمة نوافذ المعرفة و سبل الاتصال
 و وسائل التعارف بينها و بين شعوب الأرض .

أثر التلفزيون  والكمبيوتر والجوال على الطفل و نموه المتكامل:

من المعروف أن كل الشاشات الحالية تلعب في الوقت الحاضر دوراً فاعلاً في حياة الناس فتنقل إليهم و هم في بيوتهم أو في أي موقع يتواجدون فيه العلم و المعرفة و الخبرة و التسلية و الترفيه كما تعتبر من أكثر الوسائل الإعلامية فعالية وتاثيرا

ولذلك فالمشاهدة المكثفة من قبل الطفل للتلفزيون  والكمبيوتر
قد تؤدى إلى :
1ـ الاكتفاء بالاستماع إلى الكلام من جهة واحدة وهذا يؤدي إلى أن الطفل لن بفهم منه إلا نسبة ضئيلة ولن يحتفظ في ذاكراته إلا بنسبة ضئيلة جداً منه .
2ـ إن الانشغال عن تحريك جهاز النطق و الحوار الكلامي و المنطقي أثناء المشاهدة التلفزيونية المكثفة يؤدي إلى ضعف في مركز استقبال الكلام و هذا يعني حدوث اضطراب في عملية النطق و يمكن أن تتأخر عن الحد الطبيعي الذي يفترض أن يكون عليه
3 - الانعزال عن المجتمع والغرق في العالم الافتراضي الخيالي وقد يصاب الطفل بالتوحد من جراء ذلك

ولخطور هذا الموضوع هناك بعض القواعد المحددة التي يجب إتباعها في المنازل بشأن مشاهدة الأطفال للتلفزيون والكمبيوتر و هي تزيد من فائدة مشاهدتهم لها و تقلل من الجوانب السلبية التي تحدث:
1ـ كونوا متأكدين دوماً أن أطفالكم لديهم سبب جيد و محدد لمشاهدة ما يريدون مشاهدته و إذا لم يكن لديهم هذا السبب أو فكرة واضحة و محددة عما يشاهدون فبادروا فوراً إلى إغلاق الجهاز .
2ـ ينبغي أن تصروا على أن يشاهد أطفالكم برنامجاً واحداً في الجلسة الواحدة إذ إنه من النادر جداً أن نجد برنامجين يستحقان المشاهدة يذاعان واحداً وراء الآخر مباشرة و من هنا ينبغي أن تقللوا قدر المستطاع من عملية استمرار المشاهدة .
3ـ تدخلوا للحد من " المشاهدة التلقائية Spontaneous Viewing "
و خططوا لجلسات مشاهدة لكل أفراد العائلة مسبقاً حيث إنه بدون التخطيط بل بدون وضع جدول للمشاهدة يصبح من الصعب ضبط عملية المشاهدة و طول مدتها .
4ـ ينبغي أن يكون هناك واحد من أولياء الأمور ليتقاسم المشاهدة مع طفله أو أطفاله.... إن هذه القاعدة و حدها يمكن أن تكون ثورة في عالم مشاهدة التلفزيون للأطفال بل و لاستخدام التلفزيون عامة .لأنك كوالده ستتدخل في المشاهدة وسيسألك وستتكلم وستكون المشاهدة اكثر فائدة واكثر متعة وسيشعر الطفل انه لم ينعزل عن الاهل
5ـ فتشوا عن برنامج واحد على الأقل يكون ممتازاً كل أسبوع و اجعلوا منه خبرة طيبة يستفيد منها الأطفال بحيث يمكن أن يثار بعد مشاهدته عدد من الأسئلة أو أن تنظم بعده رحلة أو زيارة الى مكتبة او مصنع او منتزه برفتكم أو غيرها  من الانشطة التي تمنع انعزال الطفل عن المجتمع وعن والديه .
6ـ راقبوا جيداً ما يشاهده أبناؤكم وكونوا إيجابيين بالتدخل إذا تطلب الأمر ذلك .
7ـ لا تستعملوا التلفزيون والكمبيوتر  كاداة للعقابا أو الثواب لأن معظم الأطفال لديهم تقدير خاص له فلا تعملوا على زيادة هذا التقدير و لا تدفعوهم نحو الرغبة فيه أكثر لأنهم سيعاندونكم .
8 ـ كونوا نماذج طيبة لأبنائكم وراقبوا أنفسكم و حاسبوها فيما تشاهدون على الشاشات الصغيرة و اسألوا أنفسكم بأمانة عن البرامج التي تسمحون لأنفسكم بمشاهدتها وفكروا .

اتمنى من الجميع ضبط الذات وضبط الاولاد في التعامل مع كل وسائل الاعلام وان نحرص على ان نكون نحن الموجهين لابنائنا وان لا نتركهم فرائس للتوجيه الاعلامي الخطير
اللهم هل بلغت ....اللهم فاشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق