بعض الأمراض المجتمعية
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
في مُجتمعنا أمراض كثيرة مجتمعية !
سأحاول التطرق لحوانب مهمة في مقالي واتمنى ان يفيدكم وان يعجبكم
في مجتمعنا الحبيب ومن خلال مشاهداتي في المحاكم الشرعية واحتكاكي الناس في المحكمة وفي قاعات التدريب ومن خلال الاسئلة والنقاشات لاحظت امراضا كثيرة ....
اذا تزوج الشاب فتاة أكبر منه سِناً كثرت عنه الأقاويل بأنه " كان على علاقة بها ومتخلف ... " !
اذا تزوجت البنت شابا اكبر منها بسنوات تكثر عنها الأقاويل بأنها كانت على علاقة به وصايعة
و اذا لم يتزوج الشاب يقال عنه مجنون او مش طبيعي او يمكن له علاقات غرامية خاصة
و إذا لم تتزوج البنت يقال عنها معقدة او محسودة او منحوسة
اين الايمان بالقسمة والنصيب والقدر؟؟؟
في مجتمعنا
لو تقدم رجل متزوج للزواج من أي بنت يقال عنه انه لا يستحي وناقص وكل الصفات القذرة التي ممكن ان توصم بشخص لمجرد انه أراد ان يتزوج بصرف النظر عن وجود أسباب مقنعة او عدم وجودها ولكن هذا أولا وأخيرا حق شرعي منصوص عليه في القرآن وفق ضوابط شرعية دقيقة
ولكي اكون منصفا فإن بعض الرجَـال لا يصلون ولا يصومون و لا يحفظون من القرآن سوى آية : [الرجال قوامون على النساء] وآية ( مثنى وثلاث ورباع) والأصل ان من أراد ان يتزوج زوجة ثانية او ثالثة او رابعة يجب ان يكون قدوة ايجابية للمجتمع في صلاحه وتقواه قبل ان يرتبط بأي انسانة جديدة وان يكون ناجحا في بيته ومع أولاده وان لا يبني بيت جديد على حساب البيت الأول فكثيرين أولئك الرجال الظلمة الذين تزوجوا وظلموا أبنائهم ونسائهم ومن ليس فيه خير للقديم لن يكون فيه خير للجديد
في مجتمعنا لو تقدم شخص متزوج للزواج من بنت ووافقت ووافق أهلها يقال ان هناك علاقة ( مشبوهة ) بينهم او أنها مجنونة او ماذا ينقصها لتوافق على راجل متزوج؟؟؟ على شو مستعجلة بدري ... انتي شو ناقصك ؟؟ علما بان نسبة البنات الى الشباب في معظم الفئات العمرية اكثر من الضعفين وفي بعض الفئات أربع أضعاف خصوصا من سن ما بعد 20 سنة بينما الفئات الأقل النسبة تقريبا متساوية ويزيد عدد الذكور عن عدد الاثاث في الفئات الأصغر من عمر 3 الى 10 سنوات
كمان ان الحديث النبوي واضح ( إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
لا يحتاج الى تاويل وتفسير وفلسفات مجتمعية
في مجتمعنا إذا أحبّ الرجل زوجته واحترمها كثرت عنه الأقاويل بأنه " مسحور " او عاملاله عمل او انه ( طرطور ) غريب أمر الناس وهل المفروض ان يضرب الرجل زوجته يوميا ليكون رجل؟؟؟!..
وبالمقابل لو قام رجل بضرب زوجته يهجم عليه كل الناس بالشتائم والسباب وانه مش راجل وعيب عليه والست ما بتنضرب ؟؟؟
ومش رجولة هذا التصرف ؟؟
اتفق معكم انه الأصل ان لا يتم الاعتداء بالضرب على النساء ومن يحصل مع زوجته خلاف هناك طرق للعتاب والتفاهم بصراحة ووضوح ومكاشفة
أولا بأول حتى لا تتراكم المشاكل وتنفجر مرة واحدة ولكن أرجو من المجتمع ان يتدخل بشكل ايجابي ومفيد وبناء في حل أي مشاكل
في نفس الإطار لو كان الرجل طيبا ومحترما لنفسه ويحترم زوجته
ولا يقصر معها أبدا وفجأة حصل خلاف بينهما تنقلب المعايير والكل يخلق العيوب في الآخر والكل يشوه الآخر خصوصا لو تدخلت ام الزوجة وخالة الزوجة وبنت عمة الزوجة وابن خال الزوج وأخت الزوج وصديقة بنت عم الجار... إلخ كل المجتمع يتدخل للسب والشتم والتشويه وكل واحد يتكلم من وجهة نظره ومجموع هذا الكلام يؤدي الى تدمير الاسرة ويؤدي الى شرخ كبيييييييييير جدا في الأسرة حتى لو عادت الامور الى مجاريها فستكون العلاقة فيها جانب كبير من النفاق يجعل الحياة تفقد طعمها لذلك ارجو من أي ازواج قد يختلفوا ( والاختلاف وارد ) ان يكون الخلاف بينهم فقط وان لا يتعداهم لأي احد مهما كان وان لا يسمع أبنائهم بخلافهم حتى يبقى ما بينهم بينهم وحتى لا يحدث شرخ في العلاقة ولو اضطر الامور ان يتدخل احد يجب ان يكون حريصا على مصلحتهما ومصلحة ابنائهما وبيتهما لان الشيطان مهمته الأولى والأساسية هي التفريق بين المرء وزوجه ودائما الكلام يكثر ولايقل ويزيد ولا ينقص لذلك الافضل هو الاختصار بالكلام وعدم فتح أي مواضيع سابقة واتباع سياسة الردم والبناء من جديد... اردم الماضي وانساه وابني يوما جديدا بأمل وتفاؤل
فالحياة كلها لا تستحق نكدا ولا عناء...
نحن عايشين على كل الأحوال فلنعش بسعادة وهدوء
للأسفَ في مُجتمعنا ! إذا سقط الصبي و شارف على البكاء صرخوا في وجهه : كيف تبكي و أَنت رجل ؟ عيب عليك ...
بأي حق أصبح البكاء حراماً على الرجل ؟! بينما الأصل ان البكاء راحة للطفل والكبير وتفريغ نفسي رائع ودلالة إيمانية رائعة عندما يبكي الرجل خشوعا وخوفا من ربه
في مُجتمعنا ! إذا كنت طيّب القلب ، سَـتسمعُ كثير أنك أهبل و على نياتك .. وستتعرض للاستغلال والنصب وستعاني كثيرا قبل ان تتعلم كيف تضع حدودا لكثيرين
في مُجتمعنا أشخاص كثيرين عاطلين عن العمل وعاطلين في أرواحهم عاطلين اخلاقيا فقد تعطلت كل قيم المروءة داخلهم.... مهمتهم الوحيدة في الحياة هي الكلام وهتك اعراض الآخرين ونقل الكلام بلا هدف ولا قيمة ! لا يطمحُون لشيء ، ولا يهدفون لتحقيق شيء فقط تخريب وإحباط وإفساد للآخرين ..... للأسف .... ان ما يصعقك انك عندما تذكر محاسن شخص ، يصمت الجميع ولا احد يضيف ايجابية واحدة .. ولكن عندما تُذكر "سيئة" واحدة ولو عن نفس الشخص ، يشارك الجميع ويمزقوا لحمه وقد تقوم آنت من بينهم ويمزقوك بألسنتهم
أصبحنا مرضى لا يوجد ثقة بين الناس
إلَى مَتَى سنبقى كذلك؟؟
متى سـنَرْتَقِي بـتَفْكِيرِنَا وديننا و أراوحنا وأخلاقنا وَنُعَالِج نُفُوسَنَا المَرِيضَة
أصبحنا نرى أناسا كانوا يعملون الخير لله لكن سوء معاملة البشر لهم وعدم تقدير المعروف من الناس جعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم والبعض كفر وفقد الثقة بربنا ولا حول ولا قوة الا بالله
أصبحنا نسمع كثيرا كلمة شائعة عند كثيرين ( ان الخير لا يثمر في احد)
علينا ان نتذكر ان التسامح خلق جميل ولكن علينا ان نعلم ان من يسامح يصل الى مرحلة يفقد فيها كل الأعذار ويكره التسامح وقد يندم انه تسامح
فلنعزز بيننا ثقافة التسامح وعدم التدخل في شئون الآخرين أبدا إلا إذا تم طلب ذلك منا رسميا... ولو تدخلنا فلنتدخل بالخير ونحاول الإصلاح
وإما ان نقول خيرا وإما ان نصمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق