هل أنت مثقفاً أم أنك تبدو مثقفاً ؟
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
" الثقافة لم تعد تتعلق بما تقرأ وبما تعرف ولا بمقدار قدرتك على فهم ما تقرأه وتستهلكه من مواد ثقافية بل يتعلق الأمر بأن تجد لنفسك مكانا في فضاءات الضجيج الثقافي ولا تقلق إن لم يكن لديك شئ لتقوله فلا أحد سيسمع على أية حال لقد أصبحت مهمة أن تبدو مثقفا أسهل من أي وقت مضى فلم يعد ضروريا الآن حمل كل تلك الكتب الضخمة لقد تغيرت قواعد اللعبة يمكنك الآن أن تكون عضواً فاعلا في النخبة الثقافية دون أن تضطر لقراءة شكسبير أو دوستويفسكي أو نيتشه ويمكنك أن تناقش وتجادل في كل شيء يستطيع حاسبك الشخصي أو هاتفك النقال أن يلتقطه من الإنترنت يمكنك مثلا أن تكتب مقالات في شئون العصر وأن يكون لك رأي في كل القضايا وتذكر .. كل ما عليك هو أن تتبع قواعد الموضة الثقافية " .
وإليك ما قاله أحد كبار المثقفين في العالم العربي محمد حسنين هيكل في تعريفه للمثقف : " أن المثقف هو الإنســان الذي يستطيع أن يكــون لنفسـه رؤية وموقف من الإنســان بالدرجة الأولى ومن المجتمع بالدرجة الثانية ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة وإنــه يستطيع أن يعبر عن هــذه الرؤية وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات " .
وإليك ما قاله الفيلسوف الكبير الدكتور زكي نجيب محمود :
" الثقافة حالة توجه الإنسان في اتجاه سيره وفي ردود أفعاله وليست الثقافة محصولا من معارف ومعلومات في حد ذاتها بل هي الزهرة التي تنبتها تلك المعلومات والمعارف " .
ومن وجهة نظري المتواضعة أقول :
الثقافة سلوك وبغير سلوك لا يمكن أن نطلق صفة المثقف على أي إنسان فهو مجرد مخزن لمعلومات كثيرة وإلا فما الفارق بين العلم والثقافة إن العلم معرفي أكثر منه عملي في حين أن الثقافة سلوك أكثر منها معرفة فهي علم وعمل فكر وسلوك في وقت واحد إن العلم جزء من الثقافة فالثقافة أعم وأشمل الثقافة صانعة للحياة صانعة للفكر وصانعة للإبداع .
نحن نعيش في عالم تحكمه القوة ودور المثقف هو أن يجعل من القوة قوة في سبيل الإنسان وليس لتدميره ويجعل من التسامح وقبول الآخر ثقافة يومية تنغرس في الذهن والوجدان.
إن المثقف هو شخص يفكر بعقل يجيد التحكم بتصرفاته وفق ما يتناسب مع الوضع لا يقف أمام أي مشكلة دون البحث فيها ومحاولة الوصول إلى أبعادها الشاملة ومن ثم محاولة إيجاد الحل لها لا يعتقد أنه وصي على أحد في المجتمع إنما لكل إنسان حق في التعبير عن رأيه وعليه حق في الإصغاء للآخرين
إن المثقف هو شخص يؤمن أنه حينما يخطيء فهو لم يفشل إنما قام باجتهادات لم تكن صحيحة بعض الشيء ولازالت هناك فرص أخرى والأهم يقرأ بوعي أكثر مما يقول ويكتب
للأسف في العالم العربي قد يبدو دور المثقف هامشيا لأن ثقافة القوة هي السائدة وثقافة القوة هذه هى التي يمارسها أفراد ومثقفون يعملون بشروط القادة سواء رغبة منهم أو باضطرار وتحت دوافع مختلفة فيعيدون إنتاج الخطاب الثقافي وهو على الأغلب خطاب وحيد الرؤية لا يعترف بالآخر وهو خطاب مخيف في نتائجه التي تخلق العزلة والإحباط وهو أسوأ ما قد يصل إليه المثقف اليقين بنهاية دوره .
إن دور المثقف اليوم وفي ظل العولمة المتوحشة يكتسب أهمية خاصة واستثنائية فهو مطالب بالحفاظ على الهوية والتراث في عالم يتجه نحو اللاهوية واللاتراث نحو عالم يتجه باتجاه المادة والمثقف ايضا مطالب بإبراز مكامن القوة في بلده في ظل قوة غاشمة متسلحة تريد التهام الشعوب كما تلتهم الوجبات السريعة فعالم اليوم هو عالم القوي يأكل الضعيف والسريع يلتهم البطيء ولا مجال للضعف والتوقف ومن هنا تأتي استثنائية دور المثقف ودوره المركب في الحفاظ على الذات والوطن والقيم العليا وهي مهمة كبيرة وقاسية ولكنها بنفس الوقت نبيلة وراقية بحيث تجعل من القوة قوة في سبيل الإنسان وليس لتدميره وتجعل من التسامح وقبول الآخر ثقافة يومية تنغرس في الذهنية والوجدان إن تلك المفردات تجعل من المثقف العدو الأظهر والأبرز للتشاؤم ليبقي المثقف وقلمه مدافعاً عن العدل والحق
اننا في فلسطين توارثنا مقولة شهيرة هي ان المثقف هو اول من يقاوم وآخر من ينكسر
فهل انت مثقف؟؟ هل تستشعر حجم مسئولياتك كمثقف؟؟
هذا هو سؤالي واتمنى اجابة مقنعة لك انت في ظل المقال السابق
المدرب
احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة
" الثقافة لم تعد تتعلق بما تقرأ وبما تعرف ولا بمقدار قدرتك على فهم ما تقرأه وتستهلكه من مواد ثقافية بل يتعلق الأمر بأن تجد لنفسك مكانا في فضاءات الضجيج الثقافي ولا تقلق إن لم يكن لديك شئ لتقوله فلا أحد سيسمع على أية حال لقد أصبحت مهمة أن تبدو مثقفا أسهل من أي وقت مضى فلم يعد ضروريا الآن حمل كل تلك الكتب الضخمة لقد تغيرت قواعد اللعبة يمكنك الآن أن تكون عضواً فاعلا في النخبة الثقافية دون أن تضطر لقراءة شكسبير أو دوستويفسكي أو نيتشه ويمكنك أن تناقش وتجادل في كل شيء يستطيع حاسبك الشخصي أو هاتفك النقال أن يلتقطه من الإنترنت يمكنك مثلا أن تكتب مقالات في شئون العصر وأن يكون لك رأي في كل القضايا وتذكر .. كل ما عليك هو أن تتبع قواعد الموضة الثقافية " .
وإليك ما قاله أحد كبار المثقفين في العالم العربي محمد حسنين هيكل في تعريفه للمثقف : " أن المثقف هو الإنســان الذي يستطيع أن يكــون لنفسـه رؤية وموقف من الإنســان بالدرجة الأولى ومن المجتمع بالدرجة الثانية ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة وإنــه يستطيع أن يعبر عن هــذه الرؤية وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات " .
وإليك ما قاله الفيلسوف الكبير الدكتور زكي نجيب محمود :
" الثقافة حالة توجه الإنسان في اتجاه سيره وفي ردود أفعاله وليست الثقافة محصولا من معارف ومعلومات في حد ذاتها بل هي الزهرة التي تنبتها تلك المعلومات والمعارف " .
ومن وجهة نظري المتواضعة أقول :
الثقافة سلوك وبغير سلوك لا يمكن أن نطلق صفة المثقف على أي إنسان فهو مجرد مخزن لمعلومات كثيرة وإلا فما الفارق بين العلم والثقافة إن العلم معرفي أكثر منه عملي في حين أن الثقافة سلوك أكثر منها معرفة فهي علم وعمل فكر وسلوك في وقت واحد إن العلم جزء من الثقافة فالثقافة أعم وأشمل الثقافة صانعة للحياة صانعة للفكر وصانعة للإبداع .
نحن نعيش في عالم تحكمه القوة ودور المثقف هو أن يجعل من القوة قوة في سبيل الإنسان وليس لتدميره ويجعل من التسامح وقبول الآخر ثقافة يومية تنغرس في الذهن والوجدان.
إن المثقف هو شخص يفكر بعقل يجيد التحكم بتصرفاته وفق ما يتناسب مع الوضع لا يقف أمام أي مشكلة دون البحث فيها ومحاولة الوصول إلى أبعادها الشاملة ومن ثم محاولة إيجاد الحل لها لا يعتقد أنه وصي على أحد في المجتمع إنما لكل إنسان حق في التعبير عن رأيه وعليه حق في الإصغاء للآخرين
إن المثقف هو شخص يؤمن أنه حينما يخطيء فهو لم يفشل إنما قام باجتهادات لم تكن صحيحة بعض الشيء ولازالت هناك فرص أخرى والأهم يقرأ بوعي أكثر مما يقول ويكتب
للأسف في العالم العربي قد يبدو دور المثقف هامشيا لأن ثقافة القوة هي السائدة وثقافة القوة هذه هى التي يمارسها أفراد ومثقفون يعملون بشروط القادة سواء رغبة منهم أو باضطرار وتحت دوافع مختلفة فيعيدون إنتاج الخطاب الثقافي وهو على الأغلب خطاب وحيد الرؤية لا يعترف بالآخر وهو خطاب مخيف في نتائجه التي تخلق العزلة والإحباط وهو أسوأ ما قد يصل إليه المثقف اليقين بنهاية دوره .
إن دور المثقف اليوم وفي ظل العولمة المتوحشة يكتسب أهمية خاصة واستثنائية فهو مطالب بالحفاظ على الهوية والتراث في عالم يتجه نحو اللاهوية واللاتراث نحو عالم يتجه باتجاه المادة والمثقف ايضا مطالب بإبراز مكامن القوة في بلده في ظل قوة غاشمة متسلحة تريد التهام الشعوب كما تلتهم الوجبات السريعة فعالم اليوم هو عالم القوي يأكل الضعيف والسريع يلتهم البطيء ولا مجال للضعف والتوقف ومن هنا تأتي استثنائية دور المثقف ودوره المركب في الحفاظ على الذات والوطن والقيم العليا وهي مهمة كبيرة وقاسية ولكنها بنفس الوقت نبيلة وراقية بحيث تجعل من القوة قوة في سبيل الإنسان وليس لتدميره وتجعل من التسامح وقبول الآخر ثقافة يومية تنغرس في الذهنية والوجدان إن تلك المفردات تجعل من المثقف العدو الأظهر والأبرز للتشاؤم ليبقي المثقف وقلمه مدافعاً عن العدل والحق
اننا في فلسطين توارثنا مقولة شهيرة هي ان المثقف هو اول من يقاوم وآخر من ينكسر
فهل انت مثقف؟؟ هل تستشعر حجم مسئولياتك كمثقف؟؟
هذا هو سؤالي واتمنى اجابة مقنعة لك انت في ظل المقال السابق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق