أين نحن من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟..
المدرب احمد لطفي شاهين
ربما نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن نقلب في صفحات السيرة العطرة بتأمل ربما نحن في حاجة ماسة الآن إلى مراجعة أحداث مسيرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وإسقاطها على واقعنا لنعرف ماذا حدث وماذا يحدث وأين نحن من حركة التاريخ ومسيرة الإصلاح
لقد مرت الثورة بمراحل صعود وهبوط حادة وبينهما مراحل استقرار لم تدم طويلاً واختلطت المشاعر بين الأمل الكبير والإحباط الشديد ثم استعادة الأمل ثم الحيرة والألم والفرق بين شخص سيكمل مسيرته ويصل إلى خط النهاية وبين شخص سيسقط في وسط الطريق أو يستسلم للمشكلات بعد أن يسلم نفسه للإحباط هو أن الأول درس الطريق جيدًا وعرف مطباته وعلم أن به مناطق مضيئة ومناطق مظلمة وأماكن آمنة يسير فيها بهدوء وأمان وأماكن أخرى مهجورة ربما يعترضه قطاع الطرق.
نحن في مرحلة صعبة بلا شك والسيرة العطرة في حال كحالنا كهذه هي كنز حقيقي لنا لأن بها خريطة طريق توضح لنا الطريق من أوله لآخره وبمعرفة هذه الخريطة نستطيع أن نصل لنهاية الطريق وسيكتب الله لنا النجاح بإذنه تعالى لأننا سرنا على نهج من بعثه الله لنا هاديًا ومبشرًا ونذيرًا.
من أجل ذلك علينا أن نقلع بطائرة لدقائق لنطوف سريعًا عبر ثلاث وعشرين عامًا جاهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون تحملوا فيها ما تحملوا حتى استقرت الدولة الإسلامية وبدأت مرحلة الانطلاق بعدها مع مسيرة الخلفاء الراشدين.
لقد مرت السيرة بثلاث مراحل رئيسية..
المرحلة الأولى: مرحلة الفكرة
وهي مرحلة بدأت بالترقب من قريش باعتبارها فكرة ضمن أفكار أخرى توجد بالجزيرة العربية ثم تحول الترقب إلى خوف بعدما لوحظ انتشار الفكرة بقوة ثم تحول الخوف إلى عداء واضح وصريح بعد ما تيقنت السلطة السياسية في مكة و السلطة المالية أن الفكرة الجديدة إذا نجحت فهي تعني التأسيس لنظام جديد سيثور على السلطة الحاكمة ويضر بمصالحهم.
المرحلة الثانية: مرحلة الأمل
وبدأت هذه المرحلة بعد الهجرة من مكةَ إلى المدينة وهي المرحلة التي تنفس فيها المسلمون الصعداء بعد ثلاثة عشر عامًا من الاضطهاد والتعذيب والحصار إلى أن إذن الله لهم بمستقر جديد أعطاهم الحرية ومكنهم من بداية وضع أسس للدولة الإسلامية ورغم بعد المسافة بين مكة والمدينة تيقنت الجزيرة العربية أن صعود الفكرة الإسلامية يعني انهزام أفكارهم وتصدير فكرة الإسلام لباقي الجزيرة ومن هنا بدأ استخدام العنف ممثلاً في الصدام المسلح الذي بدأ بغزوة بدر ثم غزو أحد ثم غزوة الأحزاب.
كان أعنف ما واجهه المسلمون في هذه المرحلة هي هزيمة أحد وهي الهزيمة التي سببت آلامًا نفسية رهيبة للمسلمين وتطلب الأمر أن ينزل الله سبحانه وتعالى آيات حتى يبث الأمل في النفوس ويعيد التوازن إلى المسلمين من جديد.
كانت هذه المرحلة عند المسلمين تمثل المنطقة المظلمة التي تخللت مرحلة الأمل وهي منطقة غاية في الصعوبة تصاب فيها النفوس بالإحباط وتكثر الأسئلة في الأذهان ويطول فيها انتظار الإجابات وتتوقف حركة الانطلاق.
أعقب هذه المرحلة مرحلة كان فيها رد الفعل أكثر من الفعل مرحلة كثرت فيها المؤامرات من كل اتجاه مرحلة أغرت مكة والجزيرة العربية بالتحرك للقضاء على الإسلام إلى الأبد في غزوة ألأحزاب إلا أن الله خيب ظنهم ونجا الإسلام من المؤامرة الكبرى في تاريخ الصراع بين فكرة الإسلام وفكرة الجاهلية.
المرحلة الثالثة: مرحلة الانطلاق
مع نهاية غزوة الأحزاب انتهت مرحلة رد الفعل "اليوم نغزوهم ولا يغزوننا" ليأتي بعده بعام وفي السادسة من الهجرة صلح الحديبية ليمثل انتصارًا سياسيا يحمل رؤية مستقبلية فريدة ثم يكتمل الانتصار السياسي ويتوج بانتصار عسكري في فتح مكة بعدها بعامين لتبدأ بعده مرحلة الاستقرار والانطلاق والبناء.
ومجمل القول :
لو قرأنا السيرة بهذه الطريقة لأمكننا أن نرى في أى مرحلة نحن وعلى أي مرحلة نحن مقبلون وعليه فإننا نستطيع أن نحدد الخطوات العملية التي تنقلنا إلى المرحلة التي تليها
بدايه علينا بث الأمل في النفوس وذلك عن طريق:
1- توضيح الرؤية الحالية من خلال تصحيح المعلومات وتوضيح المشكلات والتحديات
2- وضع رؤية للحل وتوضيحها.
قال تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
قال تعالى: "إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً"
ثانيًا: رفع المشاعر الإيمانية المتعلقة بالصبر وتحمل الأذى والثقة في الله والتوكل عليه والمذلة له والتضرع إليه بالدعاء
قال تعالى: "الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون".
ثالثًا: دفع الجميع للحركة الدائبة في إنجاز أهم الأولويات المطلوبة في الشارع.
إن أمر الله غالب ودين الله لن يغلبه أحد لكن النصر له أسبابه نستطيع أن نأخذ بها ولتكن السيرة النبوية نورًا لنا على الطريق فلنقرأ السيرة من جديد لنقف على واقعنا ونعرف أين نحن وكيف نصل إلى ما نريد
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ".
المدرب احمد لطفي شاهين
ربما نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن نقلب في صفحات السيرة العطرة بتأمل ربما نحن في حاجة ماسة الآن إلى مراجعة أحداث مسيرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وإسقاطها على واقعنا لنعرف ماذا حدث وماذا يحدث وأين نحن من حركة التاريخ ومسيرة الإصلاح
لقد مرت الثورة بمراحل صعود وهبوط حادة وبينهما مراحل استقرار لم تدم طويلاً واختلطت المشاعر بين الأمل الكبير والإحباط الشديد ثم استعادة الأمل ثم الحيرة والألم والفرق بين شخص سيكمل مسيرته ويصل إلى خط النهاية وبين شخص سيسقط في وسط الطريق أو يستسلم للمشكلات بعد أن يسلم نفسه للإحباط هو أن الأول درس الطريق جيدًا وعرف مطباته وعلم أن به مناطق مضيئة ومناطق مظلمة وأماكن آمنة يسير فيها بهدوء وأمان وأماكن أخرى مهجورة ربما يعترضه قطاع الطرق.
نحن في مرحلة صعبة بلا شك والسيرة العطرة في حال كحالنا كهذه هي كنز حقيقي لنا لأن بها خريطة طريق توضح لنا الطريق من أوله لآخره وبمعرفة هذه الخريطة نستطيع أن نصل لنهاية الطريق وسيكتب الله لنا النجاح بإذنه تعالى لأننا سرنا على نهج من بعثه الله لنا هاديًا ومبشرًا ونذيرًا.
من أجل ذلك علينا أن نقلع بطائرة لدقائق لنطوف سريعًا عبر ثلاث وعشرين عامًا جاهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون تحملوا فيها ما تحملوا حتى استقرت الدولة الإسلامية وبدأت مرحلة الانطلاق بعدها مع مسيرة الخلفاء الراشدين.
لقد مرت السيرة بثلاث مراحل رئيسية..
المرحلة الأولى: مرحلة الفكرة
وهي مرحلة بدأت بالترقب من قريش باعتبارها فكرة ضمن أفكار أخرى توجد بالجزيرة العربية ثم تحول الترقب إلى خوف بعدما لوحظ انتشار الفكرة بقوة ثم تحول الخوف إلى عداء واضح وصريح بعد ما تيقنت السلطة السياسية في مكة و السلطة المالية أن الفكرة الجديدة إذا نجحت فهي تعني التأسيس لنظام جديد سيثور على السلطة الحاكمة ويضر بمصالحهم.
المرحلة الثانية: مرحلة الأمل
وبدأت هذه المرحلة بعد الهجرة من مكةَ إلى المدينة وهي المرحلة التي تنفس فيها المسلمون الصعداء بعد ثلاثة عشر عامًا من الاضطهاد والتعذيب والحصار إلى أن إذن الله لهم بمستقر جديد أعطاهم الحرية ومكنهم من بداية وضع أسس للدولة الإسلامية ورغم بعد المسافة بين مكة والمدينة تيقنت الجزيرة العربية أن صعود الفكرة الإسلامية يعني انهزام أفكارهم وتصدير فكرة الإسلام لباقي الجزيرة ومن هنا بدأ استخدام العنف ممثلاً في الصدام المسلح الذي بدأ بغزوة بدر ثم غزو أحد ثم غزوة الأحزاب.
كان أعنف ما واجهه المسلمون في هذه المرحلة هي هزيمة أحد وهي الهزيمة التي سببت آلامًا نفسية رهيبة للمسلمين وتطلب الأمر أن ينزل الله سبحانه وتعالى آيات حتى يبث الأمل في النفوس ويعيد التوازن إلى المسلمين من جديد.
كانت هذه المرحلة عند المسلمين تمثل المنطقة المظلمة التي تخللت مرحلة الأمل وهي منطقة غاية في الصعوبة تصاب فيها النفوس بالإحباط وتكثر الأسئلة في الأذهان ويطول فيها انتظار الإجابات وتتوقف حركة الانطلاق.
أعقب هذه المرحلة مرحلة كان فيها رد الفعل أكثر من الفعل مرحلة كثرت فيها المؤامرات من كل اتجاه مرحلة أغرت مكة والجزيرة العربية بالتحرك للقضاء على الإسلام إلى الأبد في غزوة ألأحزاب إلا أن الله خيب ظنهم ونجا الإسلام من المؤامرة الكبرى في تاريخ الصراع بين فكرة الإسلام وفكرة الجاهلية.
المرحلة الثالثة: مرحلة الانطلاق
مع نهاية غزوة الأحزاب انتهت مرحلة رد الفعل "اليوم نغزوهم ولا يغزوننا" ليأتي بعده بعام وفي السادسة من الهجرة صلح الحديبية ليمثل انتصارًا سياسيا يحمل رؤية مستقبلية فريدة ثم يكتمل الانتصار السياسي ويتوج بانتصار عسكري في فتح مكة بعدها بعامين لتبدأ بعده مرحلة الاستقرار والانطلاق والبناء.
ومجمل القول :
لو قرأنا السيرة بهذه الطريقة لأمكننا أن نرى في أى مرحلة نحن وعلى أي مرحلة نحن مقبلون وعليه فإننا نستطيع أن نحدد الخطوات العملية التي تنقلنا إلى المرحلة التي تليها
بدايه علينا بث الأمل في النفوس وذلك عن طريق:
1- توضيح الرؤية الحالية من خلال تصحيح المعلومات وتوضيح المشكلات والتحديات
2- وضع رؤية للحل وتوضيحها.
قال تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
قال تعالى: "إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً"
ثانيًا: رفع المشاعر الإيمانية المتعلقة بالصبر وتحمل الأذى والثقة في الله والتوكل عليه والمذلة له والتضرع إليه بالدعاء
قال تعالى: "الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون".
ثالثًا: دفع الجميع للحركة الدائبة في إنجاز أهم الأولويات المطلوبة في الشارع.
إن أمر الله غالب ودين الله لن يغلبه أحد لكن النصر له أسبابه نستطيع أن نأخذ بها ولتكن السيرة النبوية نورًا لنا على الطريق فلنقرأ السيرة من جديد لنقف على واقعنا ونعرف أين نحن وكيف نصل إلى ما نريد
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق