صور

صور
صور عامة

الأحد، 17 يناير 2016

همسة عن الحياء المدرب احمد لطفي شاهين

همسة عن الحياء
المدرب / احمد لطفي شاهين
عضو الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام
فلسطين المحتلة
 كانت فاطمة بنت رسولنا الحبيب  محمد صلى الله عليه وسلم من اجمل نساء الارض ومن اكثر نساء الارض حياء وخجلا عبر التاريخ ويذكر التاريخ انها لما مرضت  مرض الموت الذي توفيت فيه ، دخلت عليها « أسماء بنت عميس » رضي الله عنها تزورها فقالت فاطمة الزهراء  لـ  أسماء ((  والله إني لأستحيي أن أخرج غدا وأنا ميتة بجسمي هذا على النعش ويراني الرجال )) وكانت النعوش في ذلك الوقت عبارة عن خشبة مسطحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة كفن او ثوب فقط ولكنه كان يصف حجم الجسم،وقد يكشف تفاصيل جسم المتوفي فقالت لها اسماء  لا تقلقي سنصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة ؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق وأحضرت جرائد نخيل رطبة فحنتها فوق النعش ثم طرحت على تلك الجرائد ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف الجسد الذي تحته على النعش ! فلما رأته  فاطمة الزهراء فرحت جدا و قالت لـ أسماء سترك الله كما سترتيني !!
الله اكبر ... الله اكبر
فاطمة تستحي من الناس وهي ميتة ومكفنة في خمسة أثواب !!!؟؟؟
ما الذي سيظهر منها ؟؟ ومن الذين سيحملونها ؟؟
وهل الموت موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟؟ او البصبصة؟
ان الموت موقف مهيب ومحزن وهي ستكون محمولة على الاكتاف وميتة
ورغم ذلك تخجل وتستحي ان يرى الناس جسدها وحجمه وهي ميتة
ماذا ستقول فاطمة الزهراء للنساء الآن على البحار والكافيهات والشوارع وفي المنتزهات والأسواق  والجامعات والمؤسسات و و و ؟؟
ماذا ستقول عن الماكياجات والمساحيق والطبقات على الوجه ؟؟
ماذا كانت  تلبس فاطمة الزهراء في حياتها ؟؟ عباءة مخنصرة ؟؟ او فيزون ؟؟ او بنطلون ضيق سرجه قصير ؟ او بلوزة بودي ؟؟ او بلوزة تكشف الصدر مع قصة شعر كاري ؟؟       او منديلا يكشف الرقبة ونصف الأذن  مثل حجاب بني اسرائيل ؟؟؟
او جلباب عليه وردة تحت الصدر لإظهار الفتنة فيه ؟؟ وهل كانت تتعطر وهي ماشية ؟؟
هل كانت فاطمة الزهراء تمشي وتتمايل وتعلو ضحكاتها في الشارع وتضرب كفا بكف على يد صديقتها بسبب نكتة في الشارع ؟؟
هل كانت تتعمد التواجد في اماكن تواجد الرجال والحديث معهم بدون مبرر ولا سابق معرفة ؟
اذا كانت تستحي وهي ميتة فكيف كانت درجة خجلها وحياؤها وهي على قيد الحياة ؟؟
هل كانت فاطمة معقدة او مريضة نفسيا ؟؟ او لا تواكب الستايل ؟؟
إذا كانت  فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم معقدة فهنيئاً لها ولكل المعقدات !!
لأن الله سبحانه وتعالى  أرسلَ ملكاً من الملائكة لمحمد صلى الله عليه وسلم يحمل له بشارة من أعظم البشارات ..يقول فيها سبحانه :  يا محمد بشِّر فاطمة أني كتبتها (سيدة نساء اهل الجنة )..
الله أكبر .. سيدة نساء أهل الجنة .؟؟ فاطمة ؟؟؟. ما الذي أوصلها لهذه المنزلة ؟؟
انه الحياء  ... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحياء خير كله .الحياء لا يأتي إلا بخير )
فالحياء خلق اصيل وفطري عند البنت المحترمة وهو اساس كل الاخلاق
ولا قيمة لجمال المرأة اذا كانت بلا حياء وإذا فقدت المرأة حيائها فقدت كل شيء 
وإذا تجردت من الخجل تجردت من كل شيء وستكون جاهزة لان تصبح فاجرة
 وكلما زاد حياء البنت زاد جمالها وزادت جاذبيتها
 وأي رجل محترم ومؤدب سيقف احتراما وتقديرا امام البنت المؤدبة صاحبة الخلق
وأي مراهق تافه قد يجري ويلهث وراء البنت قليلة الحياء لكن يستحيل ان يوافق ذلك التافه على ان يرتبط ببنت قليلة الحياء لأنه مهما كانت اخلاقه سيئة ومهما كان تافها فانه اذا قرر الزواج سيبحث عن بنت محترمة مؤدبة صاحبة خلق وتستحي لأنه يعلم ان قليلة الحياء لن يستطيع ان يتعامل معها ابدا ولن تستقر حياته معها ولن تصلح ان تكون أما لأولاده مستقبلا
رحمك الله يا فاطمة الزهراء  يا قدوة الصالحات من بناتنا ونسائنا
ايتها ال ... البنت ... اريد ان اسألك متى تستيقظين من النوم ؟؟ انا واثق انك تستيقظي من الفجر  ما شاء الله  ولكن لا يمكن ان يخطر ببالك الوضوء ولا صلاة الفجر ولا قيام الليل
فأنتي تستيقظي لتقفي امام المرآة عدة ساعات حتى يكفيكي الوقت و تأخذي راحتك في وضع طبقات الماكياج على وجهك ورسم عيونك تحت العين وفوق العين وتحت الحاجب وفوق الحاجب وتغطي الهالات السوداء تحت عيونك الناتجة عن قلة النوم حتى لا تظهري كالحشاش وترشي على نفسك عدة انواع من العطور  وتحتاري وانتي تبحثي عن اضيق لبس وعن الحذاء الذي يتناسب مع الشنطة والشيلة او الطرحة هذا اذا كنتي تغطي راسك ثم تخرجين الى الشارع بهذه الاناقة العالية ليتفرج عليكي كل المارة والسائقين وكلما مررتي بناس وشاهدوكي وشموا رائحتك الفواحة يكسبون ذنوب وتكسبين ذنوب ولو كان شعرك مكشوفا فمصيبتك اكبر وبعملية حسابية بسيطة عدد شعرات راسك X ضرب عدد من شاهدوا شعرك يساوي آلاف السيئات مجانا واستمري على هذا النظام كل يوم  وستزداد سيئاتك وذنوبك
ولو اردنا ان نتكلم عن باقي الجسد المعروض للمشاهدة الجماهيرية فلك وحدك ان تتخيلي حجم الذنوب المتراكمة على كاهلك بعدد من يشاهدون مفاتنك  ولا اعلم كم هو عمرك حاليا
ولكن اسألي نفسك كم من العمر ستحتاجين لكي يغفر الله لك مئات الآلاف من الذنوب
هذا بخصوص المتبرجة اما المحجبة فيجب ان تحترم حجابها وكذلك المنقبة لأنه من المؤسف احيانا  أن تكون المحجبة والمنقبة اقل حياء من المتبرجة
الهدف من كل كلامي هو التركيز على ضرورة وجود الخجل والحياء في سلوك البنت الطبيعي لأنه صفة فطرية طبيعية متلازمة مع أي بنت محترمة
الهدف ان لا تكون البنت ملكية عامة يتفرج عليها الجميع بدون اخلاق وهي التي تلفت الانتباه لها وتريد من الجماهير الغفيرة ان تشاهد جمالها وتفتن الناس بعطورها ومكياجها
ولو سألنا انفسنا لماذا فرض الله الحجاب اصلا على المرأة ولم يفرضه على الرجل ؟؟ فالجواب لأن امرأة تستطيع ان تفتن مئة رجل لكن مئة رجل لا يمكن ان يفتنوا امرأة واحدة .. فالمرأة هي فتنة الحياة ومن زينة الحياة الدنيا ووسيلة الشيطان لاغراء بني آدم ولو انساقت المرأة للشيطان ستكون اكثر خطورة من الشيطان نفسه والمرأة هي التي تستطيع اصلاح المجتمع كله بحفاظها على نفسها وحسن اخلاقها وهي التي تستطيع افساد المجتمع كله لو فسدت
المرأة هي الام والاخت والزوجة والبنت تسحب معها الى جهنم اربعة ابوها واخوها وزوجها وابنها لانهم مسؤولون امام الله عن توجيهها ونصحها وارشادها وتعديل سلوكها
انا لا اقصد ان اهاجم المرأة فقط بل انني اهدف من كل كلامي الى تنبيهها لمصلحتها وعلى العكس انا متخصص في تدريب الاخوات بكل احترام وتقدير ويتهمونني انني نصير المرأة في مواقفي دائما لصالح المرأة لأنني اشعر انها مستضعفة خصوصا في القضايا الشرعية كما انني لست معقدا ولا احمل فكر ديني متطرف ولا ارفض الموضة والستايل ولكن يجب ان يكون هناك حدود للموضة ويجب على البنت ان تراعي انها  لا تعيش في مجتمع من العميان بل على العكس في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وعدم وجود فرص عمل ولا فرص زواج ولا شقق وفي ظل البطالة الخطيرة لكل فئات الشباب يجب على البنت ان تكون اكثر خوفا على نفسها فالوازع الديني او الاخلاقي  مهما كان قويا  لن يصمد كثيرا امام تلك الملابس الضيقة الفاضحة المخزية وأتمنى ان لا نصل الى مرحلة التحرش في الشوارع فلقد  تجردت بعض البنات من الحياء في ملابس ضيقة ومخزية جدا تظهر كل مفاتن الجسد بشكل لا يقبله انسان شريف واقسم ان بعض البنات ترتدي ملابس مخزية وتظهر مفاتنها بشكل فاضح تخجل بعض الزوجات المحترمات ان ترتدي تلك الأزياء في بيوتهن لأنه لا يليق بآنسة ان ترتدي تلك النوعية من الملابس المخزية ولا يجوز للآنسة ان تتعمد اظهار مفاتنها وتتفاخر بتضاريس جسدها الفاني الذي حتما سيكون مصيره وجبة لذيذة رائعة لديدان القبر ولو بعد حين فكلنا سنموت حتما
فالأصل في الآنسة الطبيعية المحترمة  ان تكون مؤدبة وخجولة وتستحي
وللتذكير فقط  فالحصار على قطاع غزة لم يشمل الملابس النسائية او الاقمشة النسائية
وللتذكير ايضا نحن شعب يقدم الشهداء والتضحيات بشكل يومي ولا ينسجم ذلك التبرج مع اخلاقيات شعب مجاهد مناضل يرجو رحمة الله ونصره
المصيبة الاكبر اذا كانت تلك المتبرجة ذات الشعر المنكوش معلمة او مدربة او محاضرة اكاديمية  تنقل للناس والطلاب والطالبات علوم و قيم وأخلاقيات وكلام حكيم  وطيب وعندما نذكر الله تذكره معنا وعندما نصلي على النبي تصلي عليه معنا وتقرأ الفاتحة على ارواح الشهداء معنا وتقول انها ما شاء الله تصلي وتصوم  وبعضهن يقول نحفظ القرآن الكريم وهذه هي قمة التناقض مع الذات  فلا يصح لمدربة  او محاضرة  تعتبرها البنات قدوة ان تكون بهذا الشكل لان كل من تقلدها وتعمل مثلها ستحمل ذنبها وستأخذ نسخة كربونية من سيئاتها كما انه لا يجوز ان تصلي وتكشفي شعرك للناس الا اذا كنتي تقفي على السجادة بين يدي الله مكشوفة الشعر وهنا اعتقد انك ستكوني اخترعتي ديانة جديدة لأنه حتى الراهبات  المسيحيات تغطي شعرها عندما تصلي وتكون في الكنيسة ولا اعرف ما هو الدين الذي تتبعيه
ان الدين الاسلامي لا يمنعك من ان تعيشي حياتك وتستمعي بجمالك وجمال شعرك وان تهتمي بنفسك وان تحافظي على صحتك ونضارتك بل ان الدين الاسلامي حرص اكثر الحرص على حماية النساء ورعاية حقوقهن منذ الطفولة الى الزواج حتى الميراث  وأنا اكتب هذا المقال خصيصا لك واعلم انك ستقرأيه ولكن اعلمي ان ذنبك بعد قرائته سيكون اكبر لأنه قد اقيمت عليكي الحجة وتم تنبيهك و اعلمي ان استمرارك بعد ذلك في نظام حياتك هو عناد وتكبر  وأنتي لا تعاندي الله عز وجل ولا تعانديني انا شخصيا ولا تعاندي من ينصحك  ولا تنتصري لكبريائك وغرورك  بل انتي تنصري شيطانك المسيطر عليكي تماما و تعاندي نفسك لأنك انتي الخاسرة في كل هذه المعادلة  في نهاية المطاف وبعملية حسابية اكثر بساطة اسألي نفسك انتي الآن كم عمرك ؟؟؟ 20 او 30 ؟؟؟ طيب ... وهل ستستمري صغيرة ودلوعة وشباب ؟؟      هل انتي معصومة من الزمن والكبر ؟؟ هل انتي محصنة من كل الامراض ؟؟؟
افتحي وغمضي عيونك و بعد عدة سنوات ستبدأ التجاعيد تغزو وجهك ورقبتك وسيكون الجلد قد بنى احافير وأخاديد عميقة تحت تلك المساحيق وجربي ان تغسلي وجهك وستجدي ان ذلك الوجه الذي تعود على المساحيق والماكياجات والبودرات قد اصبح وجها مريضا مشوها ليس طبيعيا ابدا وتذكري امي وأمك وجدتي وجدتك اللاتي لم تكن الواحدة منهن تعرف الا الكحلة ورحمهن الله الى اخر لحظة في حياتهن كانت وجوههن تشع نورا ونضارة وحيوية           لأنهن لا يعرفن تلك الماكياجات وكانت زينتهن  الحياء والوضوء والخجل والأدب            واقسم بالله كانت الواحدة منهن تخجل من التكحل امام اولادها .. ذلك الجيل من النساء جيل الامهات المؤدبات الخجولات صاحبات الحياء والذوق المطيعات جدا لأزواجهن  تربينا على رؤيتهن والتعلم من سلوكهن الفطري الايجابي الرائع  .. تلك  الجدات والأمهات هن من نقف امامهن وأمام قبورهن بأدب تقديرا واحتراما وإجلالا ..   ولا يمكن ان ننساهن ابدا  ونقبل اياديهن وأرجلهن ونؤدي لهن التحية بقوة لأنه لا احد يستحق التحية اكثر منهن
 اتمنى من بنات اليوم ان يراجعن انفسهن وان يحاسبن انفسهن وان يكون سلوكهن متلازما مع الحياء والأدب والاحترام وان لا تسمح لنفسها ان تخطيء ابدا لأنها الام المستقبلية ولأنها عندما تخطيء ستخطئ بحق نفسها قبل ان يكون خطأها بحق اهلها او مجتمعها وأتمنى على البنت التي تكون في موقع مسؤولية ان تكون قدوة ونموذج ايجابي وطيب لان كل من يقلدها ستحمل ذنبه وسيحاسبها الله على كل من قلدها  
وكلما تقدم بكم العمر ستدركون ان الايام سريعة جدا جدا جدا
وان من لا يستثمر عمره بالصالحات سيندم ولكن بعد فوات الأوان ..





الأنيميا الأخلاقية المدرب احمد لطفي شاهين

الأنيميا الأخلاقية
المدرب / احمد لطفي شاهين
فلسطين المحتلة

في سنة 1974 قامت فتاة روسية اسمها "مارينا ايراموفيك" بعمل تجربة أخلاقية اجتماعية في منتهى الغرابة بهدف التعرف على سلوكيات البشر عندما تتاح لهم فرصة الحرية بلا شروط ولا قيود ولا ضوابط أخلاقية وكانت تجربتها تتمثل في ان تقف لمدة 6 ساعات متواصلة كأنها تمثال وأن تضع بجانبها طاولة عليها سكين وسلاسل ومسدس وورود وأقلام واشياء كثيرة ووضعت لافتة مكتوب عليها  (( افعلوا بي ما تريدون ))  ووقفت صامتة كالصنم وكان معها فريق للمتابعة والتصوير من بعيد وبدأت التجربة  وتأملها الجماهير في الساعة الأولى بشكل حضاري وراقي بشكل أعجبها جدا لم تكن تتوقعه كما قالت فيما بعد .... ووقفوا أمامها متأملين وتعمد بعضهم تكرار المرور من نفس المكان للمتابعة ولحاجة في نفس يعقوب..... ثم حصل ما لم تكن تتخيله على الإطلاق وبدأ البعض في الممارسات التي لم تكن تتوقعها "مارينا" ابدا وعندما وجد الجمهور انها لا تقوم بأية ردة فعل ابدا تجاه ممارساتهم ازدادت حدة الممارسات اللاخلاقية وتطورت الى اشكال عدوانية فقام الجمهور بتمزيق ملابسها وتعريتها بشكل شبه كامل وبعضهم خدشها بالسكين وبعضهم كتب على جسدها بالأقلام وبعضهم طعنها بالقلم بقسوة ومنهم من وضع السلاسل على رقبتها ووضعوا عليها الورود بشكل عنيف حيث الصقوا أشواك الورود ما بين جسدها وما بين السلاسل وجرحوا جسدها بأشواك الورود وبعضهم حاول طعنها بالسكين واحدهم سحب المسدس واراد ان يطلق النار على رأسها لولا تدخل احد المتابعين للتجربة والبعض تحرش بها  وتجمهر حولها الناس بشكل لا أخلاقي وعدواني ولا إنساني وبمنتهى الشماتة وهم لا يعرفونها ولا يعرفون هدفها من كل ما يحصل وفجأة وبعد ست ساعات من الوقوف والصمود على كل تلك الممارسات تحركت لتلملم نفسها  فهرب الجمهور بشكل غير متوقع ايضا وكأنها عقدة الذنب والخجل من النفس  وكتبت "مارينا " ملاحظتها عن هذه التجربة وهي ملاحظة خطيرة جدا  حيث قالت : " لقد صدمت من هذا المجتمع واكتشفت ان البشر الذين نتعامل معهم يوميا مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم عندهم استعداد لارتكاب افعال شنيعة  لو اتيحت لهم الفرصة طالما ليس عندهم وازع أخلاقي داخلي وهذا ما يجعلنا نقول ان السلطة بحاجة الى القوة دائما لتعزيز وجودها وان الحرية لا يمكن ان تمنح بصورة مطلقة دون رادع او قانون او نظام  او وازع أخلاقي داخلي "
تعليقي انها تجربة فريدة من نوعها وغريبة جدا لكنها مفيدة كمعيار لتقييم أخلاق المجتمعات
وما يمكنني ان استخلصه من كل تلك التجربة هو كلمة  (( وازع أخلاقي داخلي ))
ولو طلبوا منا ان نقوم بتقييم هذه التجربة فسوف نستهجن هذه السلوكيات وهذه التصرفات وكأننا لا تخطيء ابدا
وكأننا انبياء ومقدسين وكلنا سيهاجم ذلك المجتمع لأن تصرفاته مشينة وكأننا في مجتمعاتنا بلغنا درجة الكمال المطلق ....كثيرون اولئك الذين يعتقدون انهم معصومين ولا يخطئون ابدا وان كلامهم حق مطلق لا يقبل الجدل
بل ويتفننون في انتقاد كل شيء حولنا ؟؟
لماذا كل واحد منا يعتبر نفسه مقياس للصلاح والتقوى ولا يرى عيوبه ؟؟
لماذا لا نعترف بأخطائنا ولا نعترف اننا لا نمتلك الكمال الأخلاقي المطلق ... لماذا لا نعترف ان الكمال لله تعالى فقط
ان احد اخطر أسباب مشاكلنا ان كل واحد منا يعتبر نفسه نموذج وقدوة ولا يرى نفسه بموضوعية
رائع جدا ان تكون قدوة ونموذج طيب ولكن هل أنت فعلا نموذج طيب؟؟  هل انت صاحب أخلاق طيبة فعلا؟؟
هل انت تتبع الحق الذي قرره الله تعالى وانزله من السماء ام انك تتبع الحق الذي تعتقد انت انه حق ؟؟
تساؤلات خطيرة اتمنى ان نوجهها لأنفسنا ونحاسب انفسنا جيدا حتى تتحسن تعاملاتنا
فديننا نصفين ... عبادات ومعاملات ....ومعظمنا للاسف الشديد لا نجحنا في هذا ولا في ذاك
لم نعبد الله حق عبادته كما أمرنا...  ولا نتعامل مع بعضنا بأخلاق ديننا الراقية
لدرجة ان البعض منا في كتاباته يقتبس مقولات أخلاقية من الإنجيل او ديانات اخرى لتعزيز فكرته علما بأن كل ما يمكن ان تبحث عنه ستجده في القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي من أخلاقيات وقصص منتهى الروعة والجمال والرقي الأخلاقي والرحمة والأدب والإنسانية والصدق والإيثار والكرم والمروءة والحب وكل القيم الأخلاقية الراقية
وايضا من اخطر مظاهر الانيميا الاخلاقية في مجتمعاتنا (( الوقاحة )) فالمفروض على من يخطيء ان يعترف بخطئه وان يعتذر وان يحاول تصحيح اثر الخطأ لكن المصيبة ان يخطيء البعض ويرفض الاعتراف بانه اخطأ بل تبلغ به درجة الوقاحة ان يعتبر نفسه على الحق وهذا ما يطلق عليه البعض كلمة ( الكفر عناد ) لكنها الوقاحة بعينها فالعناد احيانا كثيرة ايجابي ومطلوب ولولا عناد شعبنا في صراعه مع الاحتلال لذابت الهوية الفلسطينية من سنوات والمعروف عن ابنائنا المعتقلين في سجون الاحتلال عنادهم وروح التحدي التي تجبر السجان على الرضوخ لإنسان عنيد يضرب عن الطعام ويموت لأجل الحصول على الحرية فالعناد شيء ايجابي أحيانا كثيرة لكن الوقاحة هي المرض الذي يجب علاجه
ان من أسوأ مظاهر الأنيميا الأخلاقية حاليا ما يحصل في عالم الانترنت والتواصل الاجتماعي حيث  تحصل كل الخيانات  وكل صور الخداع وكأنها وجبة سريعة وسهلة وكأنها حلال ومباحة فلا حدود للتعبير ولا للعلاقات ولا للتواصل
فكل إضافة من الجنس الآخر تعتبر فرصة للاستثمار العاطفي وتمثيل دور المثالية  فيما يمكن تسميته المشاعر الالكترونية تماشيا مع التطور حيث تم تشويه مفهوم الحب الحقيقي وأصبح تبادل كلمات الحب والعشق في منتهى السهولة فلا رقيب ولا حسيب ولا وازع داخلي او خارجي من الجنسين ( بنفس الدرجة ) .. للأسف  فالكل يبدو أنه شاعر مرهف الحس وينشر عذاباته وآلامه وكلماته الحساسة لجذب الانتباه ولكسب التعاطف وعندما تتواصل معه تعتقد انه كاتب بارع  وإمام مسجد ومفتي ومحلل سياسي وتدخل صفحته الشخصية فتفرح وينشرح قلبك لهذا الرصيد الأخلاقي النادر في صفحته وفي أول مواجهة او مقابلة مع ذلك الشخص تسقط كل الأقنعة ويظهر ذلك الشخص على حقيقته الكاذبة ويتبين لك واضحا الوجه الآخر الذي كان يخفيه وتكتشف انه كان يتستر بالفضائل... انه عار على الإنسانية ان نكون  كذلك .. فالمفروض ان تكون انت نفسك في كل مكان وزمان وفي كل وقت.. المفروض ان تكون صريحا وواضحا كما انت في كل مكان.. داخل الانترنت وخارج الانترنت ... يجب ان يكون الوازع الأخلاقي الداخلي موجودا في كل مكان وزمان            
 كن أنت أنت ولا تتقمص دورا غير دورك ولا صفات غير صفاتك فالطيب لا تتغير صفاته أبدا أينما كان موقعه
ولو اردت ان تكون عاشقا حقيقيا وباحثا عن حب من الطرف الآخر بشكل جاد فخذ هذا الرقم 2 -29 -189 وابحث عنه في القرآن الكريم سورة رقم 2 صفحة رقم 29 الآية 189  (( واتوا البيوت من ابوابها... واتقوا الله لعلكم تفلحون ))
لو انتقلنا الى  الشوارع والمقاهي والكافيهات والمنتزهات والجامعات وكل أماكن الاحتكاك بين الجنسين نلاحظ ظواهر شاذة تبدأ بالنظر بوقاحة وبعض الكلمات الغزلية الساقطة وللأسف أحيانا تنقلب الآية وتجد بعض البنات تعاكس بعض الشباب وللأسف ان بعض البنات تلبس ملابس استفزازية بحجة الحر والشمس وكأنه عرض أجساد وافتخار بتفاصيل للجسم الذي ستأكله الديدان يوما ما ...  فمهما زاد جمالك وجمال جسمك سيكون ممتعا للديدان في القبر اكثر... ....... فأنت نفسك ستكون يوما ما وجبة دسمة لتلك الديدان الموجودة اصلا في امعائك وخلاياك وانت حي ...
والأصل دينيا وأخلاقيا هو عدم المعاكسة ووجوب غض البصر من الطرفين ومن يجرب غض البصر يجد متعة ما بعدها متعة ويشعر فعلا بحلاوة طعم غض البصر ولكن لا يمكن ان تغض بصرك الا اذا كنت من داخلك مقتنعا بأهمية غض البصر .... لذلك نركز على قضية الوازع الأخلاقي الداخلي
والحمد لله اننا لم نصل الى مرحلة التحرش كما يحصل في بعض الدول .. واتمنى ان لا نصل لها في المجتمع الفلسطيني
لو انتقلنا الى عالم الأسرة نجد العلاقات الاجتماعية مفككة في غالبية البيوت والعائلات فلا تواصل ولا تزاور ولا تعارف ولا تقارب  ولا تراحم ولا تعاطف ولا احترام  من زوايا عديدة .... يجب علينا ان نعود الى ايام الزمن الجميل ايام اجدادنا الطيبين الذين فقدوا كل الأرض المحتلة ولكنهم لم يفقدوا انفسهم ...لقد توارثنا وسمعنا كلنا عن تاريخ  رائع  من  علاقات  التواصل  تفوق  في  روعتها كل  أشكال  التواصل  الاجتماعي  الحديث  فالكل يقول لك :  (( ان الناس كانت تحب بعضها ... وتحب لبعضها الخير )) مقولة اعتبرها إبداعية واساس لنجاح المجتمع وتطوره وربما تطرقت لموضوع الحب في مقال سابق ( في ظلال الحب ) لكن الجميل هنا أن الكل يحب الخير للآخر ويتمنى الخير للآخر
 وبالتالي لا تحاسد ولا تباغض ولا شحناء أبدا
فلماذا تغيرنا ؟؟ ما الذي حصل ؟؟؟ هل تصدق المقولة التي تقول انه كلما تطور الاقتصاد كلما تفكك المجتمع ؟؟؟       ولو افترضنا جدلا انها مقولة صادقة فأين تطورنا الاقتصادي الذي فكك مجتمعنا الفلسطيني ؟؟؟                          نحن مجتمع استهلاكي بامتياز ولا نمتلك مقومات الاقتصاد اساسا فكيف ولماذا تفككت العلاقات                         ولماذا ذلك التحاسد والتباغض بين كثير من الاقارب والجيران والزملاء والمعارف
انا لا اقول ان كلامي عام وشامل وينطبق على الجميع بل على العكس فالغالبية من مجتمعنا رائعة لكن هذه مظاهر اجتماعية موجودة عند البعض ونلاحظها اثناء تدخلنا لحل المشاكل بين الناس والتي أساسها سوء الأخلاق والفقر في القيم لذلك اقول انيميا الاخلاق فكثيرين اولئك الفقراء فعلا في اخلاقهم ومبادئهم
اذا رجعنا لتلك التجربة الروسية فالسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو فعلت نفس التجربة بنت عربية في مجتمع عربي ؟ كيف سيتعامل معها الجمهور ؟؟؟ رغم كل انتقاداتي لكثير من السلوكيات  فانا اعتقد وأكاد اجزم انه لن يقترب منها احد ولن يفعل بها أي شخص أي شيء ولو حاول أي شخص فعل شيء مشين سيمنعه كثيرين وربما يقف البعض للدفاع عنها وحمايتها دون ان يعرفها وربما يتدخل البعض ويتكلم معها ليقنعها بالمغادرة وذلك لان لدينا ضوابط أخلاقية ودينية تجعل عندنا الغيرة والنخوة والشرف وعدم القبول لأية ممارسات لا أخلاقية بحق أي بنت وهذه الضوابط موجودة عند الغالبية العظمى من الناس بنسب متفاوتة و ليست معدومة فالوازع الأخلاقي الداخلي موجود بفضل الله عند الغالبية
.. قبل فترة بسيطة جد حصل اعصار قوي  في امريكا وانقطعت الكهربا عدة ساعات فسجلت آلاف حالات السرقة في ارقى المدن الامريكية خلال ساعات لان الكاميرات تعطلت ولا يوجد وازع اخلاقي داخلي يمنعهم من السرقة وكان كل خوفهم من الكاميرات في ارقى دول العالم وهذا هو الفارق وهذا ما اريد ان اصل اليه ان يكون خوفنا نابعا من داخلنا فقط
السؤال الآخر الذي يطرح نفسه الآن لماذا نحن مادمنا جميعا متفقين على وجود ضوابط أخلاقية رائعة وراقية في ديننا           لماذا نعاني من ممارسات لا أخلاقية في مجتمعاتنا من البعض وننتقدها بشدة ؟؟                                               لماذا لا يلتزم البعض بالمعايير الأخلاقية الرائعة السائدة في المجتمع العربي؟؟ والمستمدة أصلا من روح الإسلام
ان الخطير في الموضوع ان يكون هناك مفارقات غريبة بين تعاليم الإسلام وتعاليم المجتمع ( العربي الإسلامي )
فالإسلام اوصانا بالجار حتى ظننا انه سيورثه ...والبعض عندنا يقول ان كومة حجار افضل من الجار
الاسلام يخبرنا ان خيركم خيركم لاهله وما اكرمهن الا كريم  وما اهانهن الا لئيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكنس غرفته ويحلب شاته ويغسل أشيائه بنفسه ويمازح زوجاته ويضحك معهن ولكن  في مجتمعنا كثيرين اولئك الذين ينظرون الى من يحسن  التعامل مع زوجته انه (( ارنب )) ومحكوم وليس رجلا
الإسلام اوصانا بالبنات و من يحسن تربية بناته فهن تأشيرة دخول مضمونة الى الجنة  وفي مجتمعنا مثل شائع             ( هم البنات الى الممات ) وللأسف عندنا تمييز عنصري واضح وخطير لصالح الولد على حساب البنت
الإسلام يقول انه لا يدخل الجنة قاطع رحم فكل الأقارب أرحام كما ان الإسلام فرض علينا انه  من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ولكن البعض منا يقول ان الأقارب عقارب وانه لا علاقة لي بالناس مادمت بخير والمهم تسلم راسي وبس وكثيرة تلك الامثال والقصص التي من هذا القبيل والتي تزيد من تمزيق النسيج  المجتمعي للأسف
الإسلام يعلمنا ان الأصدقاء المتحابين في الله من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة وان خير ما تعمله هو ان تحب في الله وان تكره في الله وذلك لتعزيز العلاقات الاجتماعية القائمة على الحب في الله ولكننا توارثنا مثل حقير وخطير     ( احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة ... ) مثل غريب وشاذ لكن يؤمن به كثيرين للأسف
اذا انتقلنا الى زاوية اخرى فالإسلام يعلمنا ان اعظم جهاد هو كلمة حق في وجه سلطان جائر وشائع عندنا كلمة        (من يسكت يسلم .... وحط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس )
إن كل تلك المفاهيم الاجتماعية  الايجابية الموجودة في ديننا الرائع مهمة جدا في تعزيز تطور ورقي وترابط المجتمع العربي الإسلامي لكننا نتبع الأمثال الشعبية المتوارثة ونؤمن بها ونقول  صدق المثل وننسى او نتناسى  ( صدق الله العظيم وصدق الله ورسوله )
ان اروع ما في ديننا ه انه يعتمد على الوازع الأخلاقي الداخلي ورقابة الذات امام الله تعالى فقط كما يحدث في موضوع الصيام.. علاقة خاصة بينك وبين الله تبارك وتعالى .. فلا احد يراقبك الا ذاتك وضميرك ووازعك الداخلي
وانا استغرب كيف يوجد عندنا هذه العبادة الراقية ونجد البعض يخطئ في حق نفسه وحق المجتمع
من لم يهذب روحه الصيام ... فليفتش في نفسه عن السبب ويصلح الخلل
اكتفي بهذا القدر ولو اردت ان اترك المجال لنفسي سأكتب مجلدا بهذا الخصوص لكنني اكتفي بما كتبت واعتذر على الاطالة واتمنى ان نرتقي بأنفسنا واخلاقنا وان نعمل عملية تنشيط وايقاظ لضمائرنا ووازعنا الاخلاقي الداخلي
وليكن كلامي من باب .. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين